استقبل الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف وفد المفوضية الأمريكية للحريات الدينية، وقال الإمام الأكبر إن الجرائم التي تعانيها الإنسانية ليست بسبب الأديان بل بسبب الفهم الخاطئ للدين ومحاولة البعض استغلاله لتحقيق مصالح دنيوية ضيقة، مضيفًا أن الشعوب هي وحدها التي تدفع ثمن هذه السياسات وهذا الفهم الخاطئ للدين من دمائها وسلام أبنائها.
وأوضح أن الأزهر رغم إدراكه أن هذه المشكلة العالمية يصعب على شخص أو مؤسسة واحدة مواجهتها إلا أن الأزهر اختار المواجهة العملية ضدها من خلال النزول للشارع والاحتكاك بالجماهير، وبدأ في مصر من خلال تعزيز التواصل مع الكنائس المصرية وتأسيس بيت العائلة المصرية الذي يجمع في عضويته جميع الكنائس المصرية إلى جانب الأزهر الشريف، ويرأسه بالتناوب شيخ الأزهر الشريف وبابا الإسكندرية.
وأشار إلى أن بيت العائلة المصرية تمكن من محاصرة العديد من المشكلات التي قد يحاول البعض إثارتها بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا إلى أن معظم أسباب هذه المشكلات هي اجتماعية بحتة ولا علاقة لها بالدين ولكن يحاول البعض إلباسها ثوبًا دينيًّا لشق صف المجتمع المصري وهو ما نجح بيت العائلة في التصدي له.
وأضاف الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف عمل على تعميم النموذج المصري في التعايش والسلام بين القادة الدينيين ليطبق بين المؤسسات الدينية العالمية، من خلال التواصل مع كنيسة كانتربري ومجلس الكنائس العالمي والفاتيكان، مبينًا أن الأزهر والفاتيكان حققا معًا نتائج كبيرة لأنهما يملكان إرادة حقيقية للسلام وهو مالمسه فضيلته من البابا فرنسيس المحب للسلام.
وبين الإمام الأكبر أن الحوار لم يقتصر مع المؤسسات الدينية العالمية فقط بل امتد للتواصل مع حكماء وقادة الغرب، مضيفًا أن أبرز ما نتج عن هذه الجهود هو الدعوة لرفض مفهوم الأقليات الذي يرسخ للتفريق بين المواطنين، واستبداله بالمواطنة الكاملة التي تساوي بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات.
ومن جهته عبر وفد المفوضية الأمريكية للحريات الدينية عن تقديرهم لرؤية فضيلة الإمام للسلام والتواصل والتعايش بين الأديان والحضارات المختلفة، مؤكدين أهمية الجهود التي يبذلها الأزهر بقيادة فضيلته في نشر الفكر المعتدل ومواجهة الأفكار المتطرفة.