تحل يوم غد الثلاثاء لحظة الاعتدال الربيعى فى مصر ودول نصف الكرة الشمالى، والاعتدال الخريفى فى نصفها الجنوبى، ويتساوى طول الليل والنهار فى جميع الأماكن على سطح الكرة الأرضية.
وطبقا للحسابات الفلكية التى أجراها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية فإن لحظة الاعتدال الربيعي، ستكون فى مصر فى تمام الساعة السادسة والربع مساء بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وعدد أيام فصل الربيع لهذا العام ٨٨ يوما و٢١ ساعة و٤٧ دقيقة، حيث سيستمر حتى الانقلاب الصيفى الذى يقع حول يوم ٢٢ يونيو القادم.
ويحدث الاعتدال الربيعى عادة أحد أيام 20، 21، 22 مارس وتكون الشمس فى هذا اليوم منطبقة تماما على خط الاستواء قادمة من نصفها الجنوبى الذى يضم أستراليا ونصف إفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضا من شبه القارة الهندية، ويرتبط تعريف فصل الربيع، فى علم المناخ بازدهار الفصائل النباتية المختلفة، الرائحة الخاصة التى تكتسبها التربة بعد وصولها لدرجة حرارة معينة تساعد فى بدء إنبات وإنماء النباتات الصغيرة، وتشهد الكثير من المناطق معتدلة المناخ ارتفاعا فى درجة حرارة الهواء والتربة، بدرجة تتناسب مع حاجة النبات إلى الماء والدفء، مما يساعد على تفتح الزهور والإثمار، ويحدث هذا على فترة طويلة تستمر من فصل الربيع حتى أوائل فصل الصيف.
ويكون محور الأرض خلال هذا الفصل مائلا نحو الشمس ويزداد طول فترة النهار بسرعة فى نصف الكرة الأرضية الذى يميل فيه محور الأرض نحو الشمس، ويميل هذا النصف من الكرة الأرضية نحو الدفء بشكل ملحوظ مما يؤدى إلى بدء نمو النباتات الجديدة، وهى العملية التى تميز فصل الربيع وتعلن عن قدومه، فيما تبدأ الثلوج فى الذوبان فى المناطق الشمالية الباردة التى تشهد سقوطها، وتفيض الأنهار بفعل ماء الثلج المذاب.
ورغم أن فصل الربيع يطلق على الأحوال المناخية المعتدلة، إلا إن علماء الأرصاد الجوية يؤكدون أنه فى الغالب الأعم تسوده حالة من عدم الاستقرار فى الطقس، عندما يبدأ الهواء الدافئ فى الهبوب من وقت لآخر من المناطق القريبة من خط الاستواء، فيما لا يزال الهواء البارد يهب من المنطقة القطبية.
وفى الوقت الذى يبدأ فيه الربيع بفعل الدفء الناتج عن ميل محور الأرض نحو الشمس، تشهد مصر حاليا ارتفاعا ملحوظا فى درجات الحرارة، وتلعب الأتربة والغبار المنتشر ذراتهما بملايين الأطنان فى الهواء الجوى دورا فى عدم فى تقلب الجو نتيجة لنشاط رياح الخماسين، بالإضافة إلى ما لوحظ فى العقود الأخيرة من ظاهرة الزحف الربيعي، التى تعنى ظهور الكثير من المؤشرات المناخية المرتبطة بفصل الربيع فى الكثير من المناطق بسابق يومين لكل عشرة سنوات.
والخماسين هى رياح جنوبية شرقية فصلية جافة وحارة تأتى من الصحراء الكبرى محملة بآلاف الأطنان من الرمال تصل إلى مصر وبلاد الشام ومنطقة شبه الجزيرة العربي، وتحد من مدى الرؤية بشكل كبير حتى إنها تصل إلى درجة الانعدام تماما فى بعض الأحيان، إذ تحجب نور الشمس، وتكون جافة وتتميز بشدة لهيبها وحرارتها المرتفعة.
وتتشكل رياح الخماسين بسبب الضغط الجوى المنخفض فى منطقة شمال إفريقيا والصحراء الكبرى؛ لارتفاع درجة الحرارة مقارنة مع مياه البحر المتوسط، فتدفع هذه المنخفضات الرياح الحارة القادمة من الصحراء الكبرى، وتثير العواصف الرملية وموجات الغبار، وتبلغ حرارة رياح الخماسين نحو 40 درجة مئوية، إلا أن حرارتها تنخفض نحو 15 درجة مئوية قرب الساحل الشمالي، عند وصول الجبهة الباردة المندفعة باتجاه الرياح الحارة القادمة من الشمال الغربي، وتكون على أشدها خلال شهرى مارس وأبريل.
وتستمر حالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية حتى يوم شم النسيم هو عيد مصرى قديم، يحتفل به المصريون مع مطلع فصل الربيع، وقد حددت الحسابات الفلكية للمعهد القومى للبحوث الفلكية يوم شم النسيم هذا العام فى يوم ٩ أبريل المقبل.
وكلمة "شم النسيم" كلمة قبطية (مصرية)، تعنى "بستان الزروع"، ويسبق يوم شم النسيم، الاحتفال بعيد القيامة المجيد الذى يتم تحديد موعده بحساب فلكى طويل، يسمى "حساب الإبقطي"، وهى كلمة معناها "عُمر القمر فى بداية شهر توت القبطى من كل عام"، وقد تم وضع هذا الحساب فى القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكى المصرى "بطليموس الفرماوي"، وبهذا الحساب يحدد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحى بحيث يكون موحدا فى جميع أنحاء العالم.