تتميز مصر وشعبها بطقوس حصرية فى شهر رمضان، ولأن لكل بلد طقوسه الخاصة، فى الشهر الكريم، فلن تجد التراث الثقافى والشعبى "الحصرى" فى أى مكان على الكوكب إلا فى مصر، بدءًا من موائد الرحمن ومرورًا بالفوانيس وانتهاءً بزينة رمضان.. "الحسين وخان الخليلى والأزهر" أماكن شاهدة على عبق تلك المواريث اللانهائية لشعب مصر، وشاهدة أيضا على تمسك المصريين بعاداتهم وتقاليدهم عبر مئات السنين.
استوقفتنى تجربة جديدة لمجموعة من الشباب بقرية "طناش" والموجودة بنطاق حى الوراق، بمحافظة الجيزة، حيث لجأ هؤلاء الشباب إلى توصيل الوجبات الساخنة وقت الإفطار إلى منازل المحتاجين لتكون "مائدة رحمن" ولكن بشكل لائق تحفظ كرامة الإنسان وترفع الحرج عنه، إذ من المعروف أن أهل القرى يعرفون بعضهم البعض.
أحد الشباب، المسئولين عن توزيع وجبات الإفطار، يقول لـ"انفراد": إن الفكرة بدأت بعد فشل إقامة "مائدة رحمن" بالشكل المتعارف عليه، فلم يحضر أحد، فبعض المحتاجين رفضوا الإفطار على المائدة استحياءً، لذلك قمنا بعمل قائمة تضم أغلب أهل القرية الفقراء والمحتاجين من أجل توزيع وجبات الإفطار الساخنة بالمنازل لرفع الحرج عنهم.
شاب آخر من المسئولين عن توزيع وجبات الإفطار يقول إن الفكرة عبارة عن مشروع خيرى يشارك فيه كل أهل القرية، حيث يقوم فريق متخصص من الشباب بتوزيع علب الطعام الفارغة على الأهالى الراغبين فى المشاركة فى عمل الخير، من أجل ملئها بالطعام الساخن، ومن ثم إعادة توزيعها على الفقراء قبل أذان المغرب بـ10 دقائق فقط.