نظم المعرض الدولى للكتاب فى دسوق ندوة بقاعة المؤتمرات بعنوان "الثقافة فى مواجهة الإرهاب"، مساء أمس الخميس، حاضر فيها الكاتب الصحفى عادل السنهورى مدير تحرير لـ"انفراد"، وقدم الندوة كلاً من إبراهيم جمعة ومصطفى السبعاوى، وحضرها العشرات من رواد المعرض وأبناء مدينة دسوق من المثقفين والشعراء والأدباء.
وتطرق السنهورى فى كلمته لتاريخ مصر وثوراتها، مؤكدً أن الثقافة هى نور العقول ونجن فى أمس الجاة إليها لمواجهة الإرهاب الأسود، مشيراً إلى أن نشر الوعى الثقافى الحقيقى لمصر كان عام 1806 بإنشاء جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حالياً".
وقال "حينما نقول أن الثقافة فى المواجهة فهذا شعار حقيقى"، مضيفاً "مع تخلى الدولة المصرية مع بداية السبعينات عن نشر الوعى الثقافى تأخرت مصر كثيراً، ودخلت فى عصور ظلامية، ودخلت علينا تيارات الظلام التى بثت الفتاوى الغريبة والشاذة المستمرة حتى الآن، وتقهقر دور الثقافه ما أدى لحدوث كارثة نعانى منها، موضحاً أن أى مشروع نهضوى لتقدم الدولة وقهر الإرهاب يعتمد على الثقافة.
وطالب السنهورى بإعادة النظر فى المشروع الثقافى الإعلامى، منتقداً دور مؤسسات الدولة الرسمية فى الحرب ضد الأرهاب، قائلاً "حينما كان شيخ الأزهر فى ألمانيا هو والمفتى يتحدثان والوفد المرافق لهما عن الإسلام الوسطى وقع حادث بلجيكا الإرهابى، والذى يدفع ثمنه المسلمين والعرب"، كما انتقد السنهورى توقف قصر ثقافة دسوق عن العمل وتحوله لـ"خرابة" وكذلك توقف الفرقة المسرحية بدسوق عام 1969، وتسائل ماذا ننتظر نتيجة الفراغ العقلى والفراغ الثقافى سوى الفكر المتطرف والإرهاب؟.
وتابع "أطالب الرئيس بالحرص على زيارة معرض الكتاب والحفاظ على تلك العادة"، مؤكداً أن معرض القاهرة للكتاب خسر كثيراً فى السنوات الأخيرة، وتمكنت المعارض الإقليمية من سحب البساط منه.
وطالب السنهورى مؤسسة الرئاسة عدم الاعتماد على مجموعة أشخاص اعتاد المواطنين عليها فى لقاء الرئيس بالمثقفين دون تقديم أوجه وشخصيات جديدة، وبذلك تمر تلك اللقاءات مع الرئيس كغيرها دون تقديم جديد، خاصة أن الرئيس أعلن فى يناير الماضى أن عام 2016 هو عام الشباب، فلابد أن يحضر المفكرين والمثقفين من الوجوه الجديدة تلك اللقاءات.
بعد ذلك دخل الحضور فى حلقة نقاشية مع مدير تحرير "انفراد" أجاب خلالها السنهورى على أسئلتهم، ورداً على سؤال حول دور الإعلام فى الهجوم على الموظفين قال إن "الإعلام فى أزمة ولدينا منظومة إعلامية حكومية بنسبة 95%، والـ 5% الأخرى تواجهها، وبشكل عام أن النسبة الأقل هى صاحبة الصوت الأعلى، وعندما يتخلى الإعلام عن رسالته يفقد الكثير، ودخول رأس المال للإعلام الخاص أدى لاختلاف معايير كثيرة" مطالباً بالعودة للدور الحقيقى للإعلام فى الرقى بالأمة وكشف الفساد والتوعية، ليعبر عن مشاكل الوطن والمواطنين".
ورداً على سؤال حول عدم تحقق العدالة الاجتماعية، قال السنهورى "العدالة الاجتماعية لها معنى كبير ولكن ما أفهمه هو الانحياز السياسى والانحياز الاجتماعى، فلابد من وجود منظومة سياسية شاملة ومنظومة حكم تنحاز للشريحة العظمى للشعب الذى منه 40 % تحت خط الفقر، وهناك محاولات لكنها تحتاج للغلاف السياسى، والمسألة لا تقتصر على شخص الرئيس فنحن نحتاج لدولة مؤسسات حقيقية، ولا ألوم على الرئيس بسبب وجود فجوه كبيرة بين الأداء الرئاسى والأداء الحكومى، لذا لابد من الاعتماد على عقول مختلفة تفكر بدون يد مرتعشة لتحقق للشعب ما يريد من تحسين المعيشة، وإصلاح منظومة الصحة والتعليم وهذا ما نفتقده"، مؤكداَ على أن وجود رؤية واضحة للتعليم والصحة يحقق جانب من العدالة الاجتماعية.
وشن السنهورى هجوماً على رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية مشيراً إلى أن ذلك الأمر يرسم علامة استفهام كبيرة، مؤكداً أن الحكومة فاشلة فى تسويق برامجها وفاشلة فى تسويق قوانينها، موضحاً أن منظومة الفساد متشابكة فهناك فساد إدارى وفساد مالى منه ملف الأراضى الذى يشكل 70 % من حجم الفساد فى مصر، فلدينا أراضى فى ثلاث مناطق بالطرق الصحراوية "القاهرة – الإسكندرية" و"القاهرة – الإسماعيلية" و"القاهرة – السويس" تقدر بـ140 مليار جنيه، وعدم استرداد حقوق الدولة من هذه الأراضى قمة الفساد، مؤكداً إن تشكيل لجنة استرداد لكل هذه الأراضى بداية حقيقية ودعم من الرئيس لإغلاق هذا الملف.