قال ميجيل جارسيا هيريز مساعد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط لشئون المياه والبيئة والاقتصاد الأزرق إن مصر حريصة على التعاون مع دول البحر المتوسط فى العديد من المجالات ودائمًا ما تبادر وتبدى استعدادها للتعاون المشترك بما يعود بالنفع على شعوب منطقة المتوسط.
وأكد أن تولى شخصية مصرية منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وهو السفير ناصر كامل، لم يكن من فراغ وإنما جاء لدور مصر الفعّال فى منطقة المتوسط.
وأوضح ميجيل جارسيا فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء،على هامش انعقاد الحوار الإقليمى لبلدان البحر المتوسط بمدينة برشلونة الإسبانية- أن مصر تُعد لاعبًا رئيسيًا فى منطقة البحر الأبيض المتوسط وأحد الأطراف الفاعلة الرئيسية فى عملية التعاون الأورومتوسطية، حيث تهتم بالكثير من المشروعات فى مختلف المجالات وعلى رأسها مشروعات المياه، والطاقة، والتعليم، بالإضافة إلى المشروعات المتعلقة بالشباب وتمكين المرأة.
كما أبرز اهتمام الاتحاد لعمل مزيد من النشاطات فى مصر لاسيما فى مجال المياه حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات فى القاهرة فى هذا المجال لتبادل الخبرات بين مصر ودوّل أخرى، ومنها أسبوع المياه الذى عقد مؤخرًا فى القاهرة، مشيرًا إلى أهمية منتدى الاستثمار الذى ستستضيفه مصر فى 18 يونيو المقبل.
وأشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط يعمل من أجل التعاون فى قطاعات رئيسية واضحة لشعوب المتوسط مثل قضايا المرأة، وفرص العمل، والمياه، والطاقة، ويسهل الحوار فى العديد من المجالات وعندما يكون لديه مشروعى يدفع الدول للتعاون الإقليمى والعمل سويًا.
وحول تأثير الأزمات والصراعات فى المنطقة على نشاط الاتحاد، أكد ميجيل جارسيا أن الأزمات والصراعات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال المتوسط كانت بالطبع لها تأثير على عمل الاتحاد من أجل المتوسط حيث أصبحت الأولوية للدول هى حل الأزمات، إلا أن الاتحاد يسهم فى العمل الذى يمكن أن يؤدى إلى تحسين الأوضاع حيث يعمل فى قضايا مثل الهجرة، وضمان وجود مياه للأجيال القادمة، وخلق فرص عمل للشباب ولاسيما تشجيع الاستثمار وتهيئة الظروف والمناخ وكل ما يحقق التنمية فى المنطقة بالإضافة إلى إقامة التعاون والاتصال بين الشركاء فى الشمال والجنوب.
وحول مشروع إنشاء "محطة تحلية المياه فى قطاع غزة" قال إن هذا المشروع الذى من المتوقع أن يرى النور فى يوليو 2023 -والذى يرى الكثيرون أنه من الصعب تحقيقه لما يتطلبه من تعاون بين مختلف القطاعات وبين الجهات المعنية- سيمثل نجاحًا كبيرًا للاتحاد إذ إنه تم بالفعل جمع 465 مليون دولار كمنح دولية لإنشائه وهو ما يمثل نحو 80 فى المائة من تكلفة المشروع الذى سيخلق فرص عمل ويدعم التنمية الاقتصادية والمستدامة فى المستقبل بهذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية.
يشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط ينظم حوارًا إقليميًا بمقر الاتحاد بعنوان "تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الأولوية فى منطقة المتوسط"، وذلك فى إطار الإعداد لقمة الضفتين التى ستعقد يومى 23 و24 يونيو المقبل بمارسيليا (جنوب فرنسا) بطلب من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
و"الاقتصاد الأزرق".. مصطلح يعنى الإدارة الجيدة للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات بشكل مستدام للحفاظ عليها من أجل الأجيال الحالية والقادمة.