أكد الدكتور أحمد على سليمان، عضو المكتب الفنى بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، أن العلاقات التربوية والثقافية نموذج للعلاقات الأخوية بين مصر والسعودية، مضيفاً أن كلا من مصر ودول مجلس التعاون الخليجى تعد مراكز قوى أساسية فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وأضاف سليمان، تعاون مصر والسعودية أدى كلّ منها أدوارًا محورية فى تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها؛ ذلك أن العلاقة بينهما لها أبعاد ثقافية وتربوية وديموغرافية واقتصادية وثيقة جعلت منها عبر التاريخ الحديث عمقًا استراتيجيًّا أساسيًّا لهذه الدول لا يمكن تجاوزه عند رسم أى سياسة خارجية، أو الحديث عن نظرة تنموية تأخذ البعد الإقليمى فى الاعتبار وأيضا تغييرات فى المسائل الاجتماعية والتربوية.
وقال سليمان فى دراسة له: من المنظور التاريخى نجد أن الولادات الأولى لنظم التعليم الخليجية من حيث الهيكلة والأهداف والبرامج والأنشطة لم تكن يومًا محلية الطابع بالقدر الكافي، بل كانت منسوخة من نظم التعليم العربية فى مصر – وبعض الدول الأخرى- ومن الملاحظ على حركة تطوير المناهج فى دول الخليج أنها ولفترة زمنية طويلة نسبيا تأثرت بالمناهج فى الأقطار العربية الأخرى، لاسيما جمهورية مصر العربية التى اعتمدت دول المجلس على استيراد مناهجها لفترة زمنية طويلة، بل إنه حتى عندما بدأت دول المجلس فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى تنتج مناهجها الخاصة أوكلت هذه المهمة فى الغالب لخبراء المناهج العرب وعلى رأسهم خبراء مصر، كما قال الدكتور محمد يوسف المسيليم فى دراسة له حول نظم التعليم العام فى دول مجلس التعاون الخليجي، ويعتقد د. المسيليم أن ذلك كان أحد المعوقات التى جعلت التعليم فى دول مجلس التعاون الخليجى لا يصب فى الهوية الوطنية، وإن كنا نختلف معه فى هذا الطرح؛ ذلك أن العرب يجمعهم دين واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة وتاريخ مشترك، كما أن البدايات الأولى للتعليم فى دول الخليج العربى كان الأصلح لها استيراد مناهج دولة شقيقة مثل مصر، بدلا من الاعتماد على الخبرات الأجنبية –التى كان من الممكن لو تم الاعتماد عليها أن تنشر القيم والثوابت الأجنبية والتغريب فى تلك الدول- فى ظل أمية كان يعانى منها الخليج العربى.. فالتنوع فى المناهج والبرامج والمعلمين كان إثراء للعملية التربوية برمتها فى الدول الخليجية، خصوصا فى ظل المشتركات التى تجمع العرب.
وأكد سليمان، أن مصر كانت قديمًا ولا تزال لاعبًا محوريًّا فى محيطها العربى عمومًا وفى محيط الخليج العربى على وجه الخصوص، حيث تضطلع دائمًا بدور مهم ثقافيًّا وتربويًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا وحضاريًّا.
وشدد سليمان، على أن المملكة العربية السعودية دولة محورية تقع فى جنوب غرب آسيا وتشكل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية، وتبلغ مساحتها حوالى 2,149,690 كم مربع، يحدُّها من الشمال العراق والأردن، وتحدّها الكويت من الشمال الشرقى، ومن الشرق تحدها كل من قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين التى تربط بالمملكة من خلال جسر الملك فهد على الخليج العربى، ومن الجنوب الغربى تحدها اليمن، فى حين تحدها سلطنة عمان من الجنوب الشرقى، كما يحدها البحر الأحمر من جهة الغرب.