أكد اللواء محمد ابراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 المجيدة لم تكن مجرد معركة تحرير للأرض المحتلة فقط ، وإنما كانت ملحمة وطنية متكاملة.
وقال اللواء محمد إبراهيم ، في حديث للمرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اليوم الأربعاء ، إن هذه الملحمة تجمعت فيها كافة المبادئ الوطنية والقيم السامية وأسس النجاح والتميز ، من إرادة حديدية وإيمان بالله وثقة في النصر والانتماء للوطن والولاء لتراب مصر العظيمة ، والعقيدة القتالية السليمة والإعداد الجيد للمعركة والقناعة بأن النصر قادم لا محالة ، والتفاني والإخلاص والتلاحم بين الشعب والقيادة السياسية ، وهى كلها مبادئ وقيم سطرت أروع ملاحم التاريخ المصري الحديث.
وقدم اللواء ابراهيم التحية والتقدير والإجلال للقوات المسلحة المصرية الباسلة صمام أمن البلاد ، ولكل الجهود والتضحيات الجسام التي تقوم بها من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري في الذكرى السادسة والأربعين لإنتصار مصر في حرب أكتوبر المجيدة ، معربا عن اعتزازه وتقديره لأرواح الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية أرض سيناء الغالية ، وقدموا أرواحهم فداء للوطن راضين مرضيين ، وهم أحياء عند ربهم يرزقون.
وحول استلهام روح انتصار الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر 1973 ، قال اللواء ابراهيم إن حرب أكتوبر ستظل معينا لا ينضب يجب أن ننهل منه كل أسباب النجاح ، ومن الضروري أن تظل الدروس المستفادة من روح أكتوبر نبراسا أمامنا تقودنا نحو النجاح مهما كانت العقبات ، ومن المؤكد أن روح أكتوبر ستظل قادرة بإذن الله على قهر المصاعب ما دمنا متمسكين بها عن قناعة وإيمان.
وشدد على ضرورة أن تعي الأجيال الحالية معنى روح أكتوبر وألا يغيب عنها هذا الإنجاز العظيم الذي يعد من أهم الانتصارات في تاريخ مصر المعاصر ، كما يجب على هذه الأجيال أن تعلم كيف حققنا هذه المعجزة بأيدي أبطالنا وأبنائنا المخلصين من هذا الشعب العظيم ، وينبغي أن نورث أجيال مصر القادمة كل المعاني العظيمة في ملحمة حرب أكتوبر المجيدة.
وأضاف " إذا كانت مصر خاضت حرب أكتوبر المجيدة من أجل تحرير الأرض ، فإننا نخوض حاليا معركة لا تقل عنها ضراوة وتحدي ألا وهي معركة البناء والتنمية التي يجب أن نخوضها بروح انتصارات حرب أكتوبر المجيدة حتى نحقق ما نريده من إنجازات ، وهو ما بدأ يتحقق بالفعل على الأرض ، ولا يجب أن تفتر عزيمتنا حتى نستكمل كل مشروعات التنمية التى ستنقل مصر إلى مرحلة جديدة من التقدم والرخاء".
وأكد أن المرحلة الحالية تعد على درجة كبيرة من الأهمية خاصة وأن مصر تتعرض لبعض التهديدات لا سيما فى مجال مكافحة الإرهاب الذى يحاول النيل من استقرار البلاد ، وإن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تضطلع بكل الجهود في مواجهة هذا الإرهاب الأسود ، وفى مواجهة أية تهديدات للأمن القومي المصري من أي نوع.
وتابع " تظل قناعتي الكاملة متمثلة في أن الشعب المصري العظيم ما دام متماسكا وموحدا وواثقا في قيادته السياسية فلا خوف على الدولة المصرية التي ستظل قوية مستقرة وستنتصر على كل هذه التهديدات ، فمن إمتلك فى يوم ما روح أكتوبر لن يفقد بوصلته مطلقا".
وحول كيفية استلهام روح التضامن العربي التي حدثت في حرب أكتوبر المجيدة ، قال اللواء محمد ابراهيم " إنه من المؤكد أن الموقف العربي الحالي يعاني من مشكلات متعددة تؤثر على قوة وصلابة هذا الموقف وأصابته بالضعف".
وأضاف أنه إذا كان من الصعب أن نقارن بين الوضع العربي خلال حرب أكتوبر والوضع العربى الراهن فمن المؤكد أنه ليس من المستحيل أن نعيد هذا التضامن العربى مرة أخرى ، فلا يمكن للدول العربية أن تحافظ على أمنها القومي وعلى تماسكها وبقائها دون أن ترقى إلى مستوى جديد من التضامن العربي الذى بدونه سوف يتعرض العرب لمزيد من التشتت".
وعن كيفية الاستفادة من نتائج حرب أكتوبر في ترسيخ عملية السلام لا سيما وأن هذه الحرب فتحت الطريق إلى السلام ، قال اللواء محمد ابراهيم " إن انتصار مصر في حرب أكتوبر فتح الطريق أمام الإنتقال من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلام إبتداء من إتفاقيات فصل القوات وإعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية فى يونيو 1975 ، وإتفاقية إطار السلام الشامل فى الشرق الأوسط عام 1977 التى حددت مبادئ حل الصراع العربى الإسرائيلى ، ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 ، وإتفاقيات أوسلو عام 1993 ، ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلة عام 1994 ، وحتى المفاوضات الإسرائيلية السورية عام 1995 التى قطعت أشواطاً كبيرة ولكنها لم تكتمل".
وأضاف أنه إذا كانت عملية السلام تواجه صعوبات كبيرة خلال هذه المرحلة فى ظل التشدد الإسرائيلي والتحيز الأمريكي إلا أن مصر ستظل حريصة على الحق الفلسطيني داعمة له ومدافعة عنه بكل جهد ممكن حتى يحيا الفلسطينيون فى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وعلينا أن نعود إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي عقدت مؤخرا في نيويورك ، لنرى كيف تتعامل مصر بموضوعية مع القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ووجه اللواء محمد إبراهيم رسالة إلى الشعب المصري ، قائلا " إن على الشعب المصري صانع الأمجاد وصاحب الحضارات أن يحافظ على بلده وأن يعمل ويجتهد في معركة البناء والتنمية المتنوعة التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تقدم ورفعة مكانة مصر اقليميا ودوليا ، وأن يستذكر ويستلهم الشعب المصري دائما كل معاني حرب أكتوبر المجيدة".
واختتم اللواء محمد ابراهيم حديثه بقوله " إن الشعب المصري العظيم يؤمن بأن قواته المسلحة هي الدرع الواقي لمصر من كل التهديدات ، وأن قواته المسلحة هى حائط الصد المنيع أمام أية محاولات للنيل من مصر صاحبة أقدم وأعرق الحضارات الانسانية العظيمة التي انطلقت منذ سبعة آلاف سنة ، وقد ذكر الله عز وجل مصر الكنانة في القرآن الكريم بأنها واحة للأمن والأمان والسلام والإستقرار ، وستظل مصونة وفي رعاية الله إلى يوم الدين".