أطلق المجلس القومى للطفولة والأمومة، اليوم الخميس، موجز سياسات تحت عنوان "تمكين البنات"، الذى يقدم الأدلة لتعزيز السياسات التى تهدف إلى تمكين الفتيات وحمايتهن من العنف وتحقيق المساواة بين الجنسين، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف.
وأوضحت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، أنه بالرغم من حدوث بعض التحسن فى وضع البنات فى مصر خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه لا زالت هناك تحديات تؤثرعلى الفتيات وتعوقهم عن تمكينهم فى كافة المجالات، منوهةً أن البنات مازلن يتعرضن للعنف والممارسات الضارة وعدم المساواة، بما فى ذلك التحرش الجنسى والعنف المنزلى، وختان الإناث، وزواج الأطفال.
وأشارت " العشماوى" إلى أن البنات اللواتى يتمحور دورهن اجتماعياً حول الدور الإنجابي، يكون لديهن خيارات أقل في للمشاركة في سوق العمل، وحسب دراسة أصدرها الجهاز المركزي للتعبة العامة و الإحصاء خاصة خلال الفترة من 2005-2017 تعد مصر في الوقت الراهن واحدة من البلدان التي لديها معدلات منخفضة فى مشاركة المرأة في سوق العمل.
وأكدت" العشماوي" أن الإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة والخطة التنفيذية 2018 – 2022 تتركز حول إنهاء العنف ضد الأطفال ووضع أطر استراتيجية للحد من العنف الموجه ضدهم بما في ذلك ختان البنات وزواج الأطفال إلى جانب تمكين المراهقين وبخاصة الفتيات.
وأردفت " العشماوي" أنه لا يمكن معالجة أي قضية على النحو الصحيح دون توثيقها أولاً؛ لذلك تضع سلسلة "السياسات من أجل التغيير" الأدلة في متناول صانعي القرارلاتخاذ وتنفيذ قرارات سياسية مستنيرة نحو تحقيق رفاهة الأطفال، وتتبنى السلسلة نهجاً متكاملاً، كما أنها تغطي مجالات واسعة من العمل على السياسات المرتبطة بحماية الطفل، وصحته ورفاهته بوجه عام.
وقالت " العشماوي" إن الفتيات في مصر عرضة للتمييز القائم على معتقدات اجتماعية وثقافية متأصلة، فبالرغم مما أحرزته مصر من تقدم كبير في سد الفجوة بين الجنسين في التحصيل التعليمي فإن الفتيات أكثرعرضة للأمية، خاصةً اللاتي ينتمين للشرائح الأكثر فقراُ، وأكثر عرضة لعدم الالتحاق بالمدرسة، أو ترك الدراسة أو الانقطاع عنها، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب تتعلق بمسؤولياتهن المنزلية أو الزواج أو رفض الآباء أو عدم وجود مدارس بالقرب من محل إقامتهن.
وتابعت " العشماوي" أنه لا يجب أن نهمل دور الفقر في حرمان الفتيات والنساء من حقوقهن ودورهن، فالفقر هو أحد العوامل المتشابكة، التي ترتبط بمسائل عدة مثل الافتقار للمعرفة بشأن الأمراض المعدية، الفرص المحدودة لاستخدام الكمبيوتر ووسائل الاتصال الرقمية، وكذلك زيادة فرص التعرض للممارسات الضارة، مثل: الختان، وزواج الأطفال."
ومن جانبه أكد برونو مايس، ممثل منظمة يونيسف في مصر: "إن تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات هو جزء محوري من عمل يونيسف الذي يرتكز على الإنصاف، لأن تمكين الفتيات من خلال تعزيز قدراتهن والعمل معًا لجعل أصواتهن مسموعة في صنع القرار، وكذلك تعزيز وصولهن للخدمات، سيتيح لهن الفرص اللاتي يستحقونها لتكوين أسر أكثر صحة واقتصادات قوية ومجتمعات أكثر إنصافاً.
وفى نهاية الاجتماع تم اعلان عدد من التوصيات والاقتراحات ومنها تفعيل القوانين والسياسات الوطنية؛ حيث حققت الحكومة المصرية تقدماً كبيراً في مجال حماية وتمكين الطفل والمرأة، وذلك من خلال استحداث تشريعات وبرامج مراعية للمساواة بين الجنسيين، وصادقت على الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وعلى الرغم من ذلك، تدعو الحاجة إلى زيادة التركيز على تفعيل القوانين والاتفاقيات، واستحداث تدخلات تحويلية فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسيين ، تتحدى الأعراف الاجتماعية السلبية وتتصدي للأسباب الجذرية لعدم المساواة، وتهدف إلى إحداث تغيير أكثر استدامة.
كما تم التأكيد على تعزيز منظومة حماية الطفل من خلال المجلس القومي للطفولة والأمومة وهو الجهة الوطنية المعنية بالطفولة والأمومة وفقاً للدستور، بالتعاون مع الوزارات المعنية وتعزيز آليات الإبلاغ من خلال خط نجدة الطفل"16000"، وتعزيز المعرفة والفرص المتاحة للفتيات؛ من خلال تنمية المهارات الحياتية وتحسين وصول الفتيات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووضع مناهج ومنهجيات للتدريس أو تحسين الحالية منها، لتيسير تعلم الفتيات وتطويرمهاراتهن اللازمة للحصول على فرص عمل أفضل في المستقبل.
كما قامت الدكتورة عزة العشماوي بتكريم الطالبة "سلمي علي احمد العمري" بالصف الثالث الاعدادي من محافظة القاهرة، وهي فتاة تعرضت للتنمر خلال عام كامل وكانت علي تواصل مع خط نجدة الطفل والذى قام بتقديم المشورة والمساعدة لها الي ان استطاعت تحدي التنمر واعتبرته فرصة لتصبح الاقوي بين زملائها وتوعيهم بأهمية التصدي للتنمر، ويأتي هذا التكريم لها فى إطار مبادرة المجلس القومي للطفولة والامومة "دوّي" لتمكين البنات.