الأهالى: ما فيش حد فى البلد مش مصاب بالتهاب الكبد الوبائى
مواطن: “بنزرع المحصول وما بناكلش منه”
فلاح: المية الوحيدة الموجودة عندنا من مصرف “نشرت”
يعانى الفلاح المصرى أشد المعاناة، حكومات تجعل المواطن يغدوا خماصا ويعود بطانا ولا حياة لمن ينادى.. مرت سنوات عدة تدهورت فيها حياة الفلاح حتى فقد تدريجياً كل المقاومات الزراعية، المادية منها أو المعنوية، وتجاهل الجميع أن الفلاح هو العمود الفقرى للاقتصاد المصرى.
محافظة كفر الشيخ إحدى محافظات وجه بحرى والتى تشتهر بالزراعة كونها تقع فى قلب منطقة الدلتا والتى تعد أراضيها من أفضل الأراضى الطينية الصالحة لأفضل الزراعات على مستوى العالم وليس مصر فحسب.
أهم معاناة فلاحى مركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ
مركز “سيدى سالم” والذى يقع وسط شمالى المحافظة، اضجر أهله من كم الإهمال واللا مبالاة من قبل المسئولين سواء فى المحافظة نفسها أو الوزارات المعنية بالاهتمام بها .
انفراد توجه إلى مركز سيدى سالم للوقوف على أهم مشكلة به والتى يعانى منها الأهالى منذ 30 عاماً، وهى عدم وصول مياه نهر النيل لوسط المركز نهائياً واستبدالها بمياه الصرف الصحى والتى يستخدمها المواطنون بالمركز فى كل شىء حتى مياه الشرب.
استبدال مياه النيل بمياه الصرف الصحى
التقى فيديو انفراد بـ”سلامة محمد سلامة” عضو الجمعية الزراعية بقرية حدادى مركز سيدى سالم والذى قال إن مشكلات المركز لا تحصى ولا تعد وأهمها مشكلة مياه الرى التى تبدل حالها من مياه النيل إلى مياه المجارى، فأوضح أن “الترعة دى مش ميه رى دى ميه صرف صحى من محافظة كفر الزيات ومصانع الزيوت وإللى بتنزل فى مصرف صحى “نشرت” بعد ما قفلوا ميه بحر “الصعايدة” إللى كانت بتجيلنا ميه النيل منه عن طريق “دسوق” وأصبحت بتيجى لنا ميه المجارى بس، ودى إللى بنسقى منها أرضنا وبنستعملها فى زراعة السمك وفى كل أمور حياتنا”.
وتابع سلامة “آخر مرة شوفت فيها مية الرى كان عندى 12 سنة، يعنى بقالنا 30 سنة نستعمل مية مجارى، واشتكينا ياما وما فيش فايدة، وما حدش بيسأل فينا”.
وأردف قائلاً “ما فيش حد فى البلد معندوش الكبد الوبائى ولا الفشل الكلوى أكبر نسبة للأمراض الوبائية عندنا هنا فى مركز سيدى سالم”.
80% إصابة بالأمراض الوبائية
“أنا عاوز أعرف إحنا من مصر ولا منين ليه المسؤولين سايبينا كده محدش بيسأل فينا” سؤال طرحه عبد الفتاح شهاب الدين “فلاح” من أهالى مركز سيدى سالم.
وأضاف “الميه دى ماتنفعش لأى حاجة لا للإنسان ولا الحيوان ولا الزراعة ولا السمك، ونسبة الوباء الكبدى فى البلد 80%، والكل ساكت ما فيش حد بيجى ولا بيشوف ولا حد بيسأل فينا أصلاً”.
أما عنتر جاد الله من أهالى القرية فقال “الحل إيه عند السادة مسئولى الدولة؟! الناس هتموت بالفشل الكلوى والكبد والسرطان من ميه المجارى”.
وتابع عنتر أن أهالى المركز أخذوا عينة من محصول الأرز والقمح وذهبوا إلى معامل وزارة الزراعة لتحليلها، وكانت النتيجة عدم صلاحية المحصول للأكل الأدامى نهائياً، ومع ذلك لا يوجد جديد.
الفلاح يرفض الأكل من محصوله بسبب مياه الصرف
يقول محمد زين جاد الله من أهالى المركز “الترعة عبارة عن صرف صحى وزراعى لأن المية الوحيد إللى فى البلد من مصرف صحى (نشرت) وده أوله كفر الشيخ ونهاية بحيرة البرلس يعنى صرف صحى المحافظة كلها بيصب فى المصرف ده، وإحنا بشرب منه وولادنا وزرعنا والبهايم والطيور وكمان بناكله.
الحل إيه عند مسئولى الدولة؟!
مدة 30 عاماً جيلا من بعد جيل لم ييأس أهالى مركز سيدى سالم من الاستغاثة بالمسؤولين، مدة 30 عاماً وتبدلت عليهم حكومات عدة ولم يقف أحد من هذه الحكومات لينظر إليهم، ولم يناقش برلمان واحد مشكلتهم، ويبقى سؤال “عنتر جاد الله” من أهالى القرية “الحل إيه: عند السادة مسئولى الدولة؟!