للقمح رمزية أساسية فى بلادنا فهو رمز الخير والحب والسلام، وهو أول نبات اهتم به الفلاح القديم وعليه نشأت الحضارات، لذلك يعد القمح هو المحصول الأساسى لمصر والاستراتيجى لها على مر العصور.
وفى الفترة الأخيرة مر محصول القمح بمجموعة من الأزمات التى كانت سببا فى معاناة الفلاح، وبالتالى كان أحد أضلاع الأزمة الاقتصادية فى مصر.
"فيديو 7" رصد بكاميراته يوم حصاد محصول القمح فى مركز يوسف الصديق محافظة الفيوم، ورصد أفراح الفلاح المصرى بيوم حصاده، كما رصد أيضاً معاناته مع الجهات المعنية بالتوريد.
إنتاجية عالية ومحصول ممتاز
"ما شاء الله خير من عند ربنا".. بحمد الله بدأ الحاج محمد عبد الله أحد فلاحى مركز يوسف الصديق، وصاحب الحقل الذى يتزين بمحصول الذهب الأصفر كلامه معنا حيث قال: "الإنتاجية عالية والمحصول ممتاز".
ولكن "تأتى الرياح بما لا يشتهى السفن"، مردفا حديثه بقوله: "مشكلتى فى زراعة القمح هى غلق باب توريد القمح للشون والمطاحن الحكومية عن محافظة الفيوم ولا أحد يعلم السبب".
ندرة الشكاير لتعبئة القمح
ويرى محمد سمير زكى أحد مزارعى القمح أن المشكلة تكمن فى منع بنك التنمية والائتمان الزراعى صرف الـ"الشكاير" الخاصة بتعبئة المحصول، وتأخير التوريد للشون، وصرح المسؤولون بفتح الباب فى 15 إبريل غير أنه مغلق حتى الآن.
وتابع محمد سمير "مشكلة كبيرة، القمح مرمى فى الغيط ومش عارفين ندرسه عشان نورده، وما حدش فاهم ليه قافلين الشون ومش عاوزينا نسلم القمح".
حالة من الإحباط تصيب الفلاح
"الفلاح عنده حالة إحباط وبنحركه بالعافية"، هكذا قال خالد منصور، مهندس زراعى، مضيفا "الفلاح زارع بالدين عاوز يسدد ثمن الأسمدة والمبيدات والعمالة، والحكومة مش عاوزة تفتح باب التوريد عشان يسدد دينه، الفلاح هنا فى حالة لا يرثى لها".
الزراعة والتموين ترفضان الاستلام
يقول على سعد مزارع ويعمل تاجرا وسيطا بين الفلاح والحكومة لتوريد القمح: "سعر أردب القمح 420 جنيها وعشان أورده للشونة بكلفه 35 جنيها، ولا الزراعة عاوزة تاخد المحصول ولا التموين عاوز ياخده، وإحنا درسنا وجهزنا المحصول ومش عارفين نودى القمح فين؟ أودى 300 أردب قمح فين؟".
وأضاف على سعد "أنا بتسوق قمح من المزارعين الأردب بدفع فيه 460 جنيها وبصرف 20 يبقى 480 جنيها ده كله خسارة عليا، الشمس قطعت الشكاير والحكومة مش عاوزة تاخد القمح لا زراعة ولا تموين".
وبالرغم من التصريحات التى يدلى بها الوزراء المعنيون سواء الزراعة أو التموين بأن الشون بدأت فعلاً فى استلام القمح من المزارعين؛ إلا أن هذه القرارات لم تصل إلى مركز يوسف الصديق محافظة الفيوم حتى الآن، فما زالت الشون مغلقة، ومازال الفلاح يحصد قمحه ويتركه وجبة شهية للشمس الحارقة!.