أكدت صحيفة (الخليج) الإماراتية، أن وقفة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول السبت، أمام جنود المنطقة العسكرية الغربية، هي وقفةَ المتأهب للدفاع عن مصر وأمنها وشعبها فى مواجهة الخطر التركى، وليعلن من هناك أن «أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات يحظى بشرعية دولية»، مشددا على أن الجيش المصري يحمي ولا يهدّد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن، في إشارة منه إلى إمكانية أن يقوم الجيش المصري بعمل عسكري في عمق الأرض الليبية، في إطار حق مصر في الدفاع الوقائي الاستباقي، طالما أن الخطر التركي لم يعد متخيلاً، بل صار واقعاً.
وكتبت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم الاثنين تحت عنوان "حق مصر" - أنه كان لا بد من قرار بعدما بلغ السيل الزبى، ولم يعد بالإمكان الانتظار، أو التعويل على حسن النوايا والحكمة، فعندما يصل الخطر إلى عقر الدار، وتكاد الفأس تصل إلى الرأس، وتصير لغة الحكمة بلا معنى، وتفقد الدبلوماسية جدواها، فلا بد من الخيار الأخير الذي يحمي الأرض والعرض والسيادة والوطن والشعب.
وقالت إن مصر حاولت طوال الفترة الماضية، من خلال جهود سياسية ودبلوماسية مضنية، أن تجد حلاً سياسياً للأزمة الليبية بدلاً من الخيار العسكري، من أجل إنقاذ هذا البلد العربي من صراعات تجري على أرضه طمعاً في ثروته النفطية، لن يكون ثمنها إلا الدم الليبي الذي تحوّل إلى بضاعة للمساومة في سوق المصالح.
وأكدت أن مصر بذلت كل جهد لإنقاذ ليبيا، من منطلق مسؤوليتها الوطنية والقومية، وحرصاً على ليبيا وشعبها الشقيق، وحماية لأمنها، وأمن كل دول المغرب العربي من الخطر التركي الذي صار واقعاً، من خلال الزحف العسكري التركي إلى غرب ليبيا.
وذكرت الصحيفة أنه لم يعد التدخل التركي يتمثل في التدخل العسكري المباشر فقط، بل صار خطراً وجودياً، بعدما قررت أنقرة الوجود العسكري الدائم من خلال قواعد جوية وبحرية، بما يعنيه ذلك من خطر مباشر على الأمن القومي المصري والعربي، من قبل دولة تبعث بقواتها ومرتزقتها على بُعد آلاف الكيلومترات إلى بلد آخر، تحقيقاً لطموحات ومطامع إمبراطورية عفا عليها الزمن، متجاوزة كل القوانين والشرائع.
وأشارت إلى أنه لذلك لن تكون مصر وحدها في الدفاع عن أمنها الوطني والقومي، فالواجب يفرض وقفة عربية واحدة إلى جانب مصر لدعمها في الذود عن أمنها وأمن كل العرب، ومن هذا المنطلق، بادرت الإمارات، ومعها السعودية، إلى إعلان تأييدهما الصريح لموقف مصر من أجل حماية أمنها، مثمّنة جهودها للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا.
واختتمت الصحيفة بالقول "لعل الرئيس التركي يفهم الرسالة المصرية ويتخلى عن أحلامه وأوهامه، ويتراجع، لما فيه مصلحة الشعب التركي، وشعوب المنطقة".