احتفلت الكنيسة القبطية بذكرى استشهاد القديس مامرقس المعروف باسم كاروز الديار المصرية، وهو من أدخل المسيحية إلى مصر، حيث كان أحد رسل السيد المسيح السبعين.
وفى ذكرى استشهاده، رأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلوات العشية بالبطريركية بالإسكندرية أمس بحضور الأنبا بافلى مساعد البابا لكنائس الإسكندرية، حيث طيب البابا رفاته المقدسة.
وقال البابا تواضروس فى عظة الصلاة إن القديس مرقس كان شخصًا له هدف ورؤية واضحة، مشيرًا إلى أربعة مشاهد أساسية فى حياته، حيث كان من أسرة غنية ولكنه كان يقدر قيمة الوقت وكرر ذلك فى إنجيله 42 مرة.
ووصف البابا القديس مرقس بصاحب الهدف فى خدمته فلما دخل الإسكندرية وجد مدينة عالمية بها ثقافات متعددة ولكنه وضع ثقته فى تدبير الله، فوجد إنيانوس الإسكافى الذى عرف المسيح من مارمرقس بتدابير الله، وأصبح البطريرك الثانى وبدأت تتأسس كنيسة الإسكندرية، بالإضافة إلى جهوده فى تسجيل أول إنجيل.
واعتبر البابا تواضروس أن سرعة وتلاحق الأحداث من أهم سمات إنجيل مرقس مضيفًا: وتميز الإنجيل بأن أول آية فى البشارة هى بمثابة عنوان للإنجيل كله.
ونسب البابا تواضروس للقديس مرقس تأسيس أول مدرسة للتعليم الكنسى وهى مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، حيث قامت على التعليم بالحوار من خلال السؤال والجواب وخرجت المدرسة علماء كبار، لدرجة أن كثير من باباوات الإسكندرية كانوا من مديرى المدرسة، وكان شعارها فقط عيشوا كما يحق لإنجيل يسوع المسيح.
وعن القديس مارمرقس قال المفكر القبطى كمال زاخر أن مرقس مؤسس الكنيسة القبطية وجاء بالبشارة لمصر سنة 56 ميلادية، وهو من وضع نظام الكنيسة وترتيبها الحالى، حيث كان ليبيا ولد بمدينة القيروان وقدم نموذجا للحياة الكنسية البسيطة، بداية من قصة تبشيره فى مصر عندما قطع حذائه وأصلحه الإسكافى.
ورأى زاخر فى تصريحات لـ"انفراد" أن القديس مرقس فخر لمصر التى أدخل المسيحية إليها أحد كتاب الأناجيل الأربعة، وما زالت كنيسته تقاوم الزمن رغم كل ما مر عليها من عصور وحتى اللحظة الحالية، رغم اندثار كنائس كبيرة قدمت للمسيحية قديسين كبار مثل كنيسة شمال أفريقيا التى قدمت القديس أغسطينوس.
وتابع: استطاع مرقس أن يخلط الثقافة المصرية والتراث والحياة اليومية بصلوات الكنيسة حيث كان أول قداس عرفته الكنيسة هو قداس القديس مرقس الرسول وهو المعروف كنسيا باسم القديس الكيرلسى.
وعن جثمان القديس مرقس، قال زاخر إنه موجود حاليا فى فينسيا، حيث استعادت الكنيسة جزء من رفاته أيام البابا كيرلس السادس أواخر الستينات، وتم تخصيص مذبح له فى الكاتدرائية، مشيرا إلى أن سيرة القديس تؤكد سرقة رفاته بواسطة البحارة الايطاليين الذين هربوها إلى فينيسيا.