وضع الباحث فى علوم التربية الإسلامية الدكتور أحمد على سليمان، عضو المكتب الفنى بهيئة جودة التعليم، دراسة جديدة لتفعيل معايير جودة قطاعى الدراسات الإسلامية والعربية لتطوير المناهج وإيجاد بيئة تعليمية ودعوية وإفتائية منضبطة، وذلك لتجديد الخطاب الدينى.
وتناول الباحث تجديد الخطاب الدينى تعليمياً من خلال معايير جودة التعليم الدينى، كمكون رئيسى لعقل الداعية والمفتى، فى بحث بعنوان:"معايير جودة قطاعى الدراسات الإسلامية والعربية ودورها فى تطوير المناهج وإيجاد بيئة تعليمية ودعوية وإفتائية منضبطة"، متناولاً أهمية التعليم الأزهرى محليا ودوليا.
واستعرضت الدراسة جوانب ضبط الخطاب الدينى والإفتائى فى 4 مباحث، تناول المبحث الأول منها: التحديات التى تواجه التعليم الأزهرى الجامعى، حيث يبحث ضعف البنية التحية والتكنولوجية، وضعف الإمكانات المادية على تلبية الاحتياجات، وظهور تيارات التطرف والتشدد والتكفير والقتل على الساحة الدولية والتى تتطلب لمواجهتها عبئا إضافيا، وإعدادا خاصا لخريجى جامعة الأزهر.
ويتناول المبحث دراسة تحديات: زيادة عدد الطلاب وكثرة الكليات، وما يتطلبه ذلك من جهود وإمكانت ضخمة، وتلبية حاجات دول العالم الأخرى من خريجى جامعة الأزهر، وقلة عدد الكليات التى حصلت على الاعتماد، ووجود تيار مناهض لقضية جودة التعليم. وتطرق المبحث الأول، إلى الفرص المتاحة، والمتمثلة فى رغبة رئاسة الجامعة فى تطوير الأداء وتفعيل نظم ضمان جودة التعليم بها، وضرورة إنشاء وحدة لإدارة المشروعات خاصة بدعم كليات جامعة الأزهر، على غرار المعمول به فى الكليات الأخرى، مشيرا إلى أنه يمكن أن تسهم الأوقاف والتبرعات والهبات والبرامج المشتركة كالبرنامج الماليزى فى توفير موارد جديدة للجامعة، فى ظل انتشار كليات الجامعة فى عشرين محافظة مصرية، وفى بيئات مختلفة.
واستعرض المبحثين الثانى والثالث: مبادرات الإصلاح، المعايير الأكاديمية.. باعتبارها آلية منضبطة لتطوير التعليم الأزهرى، مشيرا إلى معنى المعايير، وأنواع المعايير، ومكونات المعايير الأكاديمية، وأهمية المعايير للجهات المختلفة والمعايير التى أنجزتها الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد لقطاعى الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، مؤكدا أن الهيئة تولى التعليم الأزهرى أهمية كبيرة، نظرا لمكانة الأزهر والدور المأمول منه محليا ودوليا.
وتطرق المبحث الرابع إلى النتائج المترتبة على تفعيل المعايير الأكاديمية لقطاعى الدراسات الإسلامية، والعربية، بجامعة الأزهر، مستهلاً بالنتائج المترتبة على انضباط العملية التعليمية، المتضمنة تحقيق الانضباط فى العملية التعليمية وتقسيم وقت الدراسة فى كل فصل دراسى على أسس منهجية، وتحقيق الانضباط فى البرامج والمقررات، وضمان تأليف الكتب والمقررات الدراسية بصورة جديدة تسهم فى تجديد الخطاب الدينى، وتحقيق الانضباط فى استخدام استراتيجيات التعليم والتعلم الحديثة والمناسبة، وبما يضمن تطوير المعلم لأدائه فى فى ضوء التطورات الحياتية المتسارعة، وتحقيق الانضباط فى استخدام الأنشطة الصفية وغير الصفية، وأساليب التقويم المناسبة لقياس نواتج التعلم المستهدفة من البرنامج لدى الطلاب.
وعرضت الدراسة، أهمية النتائج المترتبة على المستوى المحلى، المتمثلة فى تعزيز القدرة التنافسية لخريجى قطاعى الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وتكوين جيل من الدعاة والمفتين القادرين على تطوير الخطاب الدينى وتجديده، والتعاطى مع القضايا الفقهية المعاصرة، اتساقا مع توجهات الدولة فى هذا الصدد، وتكوين معلمين نابهين وقادرين على الإسهام فى تطوير التعليم فى المعاهد الأزهرية.
وقدمت الدراسة، النتائج المترتبة على المستوى الدولى، المتمثلة فى تلبية حاجة العالم من خريجى جامعة الأزهر القادرين على نشر سماحة الإسلام ومواجهة تيارات التطرف والغلو والتشدد، وإيجاد بيئة تعليمية جاذبة لمزيد من الطلاب للدراسة بجامعة الأزهر، وتفعيل الإطار القومى للمؤهلات وبما يسمح بالتبادل الطلابى والشراكة بين جامعة الأزهر، وكبرى الجامعات فى العالم.
وتأتى هذه الدراسة، متزامنة مع إنشغال المؤسسة الدينية بتطوير نفسها، وتحديث خطابها الدعوى والدينى عموماً، وقبيل إنعقاد مؤتمر دور المؤسسات الدينية فى العالمين العربى والإسلامى فى مواجهة التحديات، المنعقد السبت المقبل بمحافظة أسوان، تحت رعاية رئيس الجمهورية وتقيمه وزارة الأوقاف المصرية بحضور شيخ الأزهر وقيادات المؤسسة الدينية من جامعة الأزهر ودار الإفتاء المصرية، والذى يبحث نفس القضية.
ويتناول المؤتمر فى محوره الأول تفاصيل التحديات التى تواجه المؤسسات الدينية وهى الجماعات المتطرفة وحتمية مواجهتها وظاهرة الإسلاموفوبيا وضرورة تصحيح صورة الإسلام لدى الآخر وسبل الحفاظ على الثوابت، والمحور الثانى سيقترح الآليات لمواجهة تلك التحديات من خلال تطوير أداء المؤسسات الدينية وإعداد الكوادر المؤهلة وحتمية التواصل والحوار المستمر والتنسيق بين كل المؤسسات، لتفعيل وسائل المواجهة وذلك من خلال عرض البحوث التى يقدمها العلماء والمتخصصون والخبراء من مختلف الدول.
كما تأتى قبل انعقاد مؤتمر جامعة الأوقاف الإسلامية "نور مبارك" بكازخستان، تحت عنوان: "مؤسسات التعليم الإسلامى ودورها فى تقويم الانحراف الفكرى"، فى 29 مايو المقبل، وبحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، والدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى أمين عام رابطة العالم الإسلامى، والدكتور محمد محمود أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر، وعدد من كبير من علماء الأزهر والعالم الإسلامى.
ويدور المؤتمر حول عدة محاور، منها: المحور الأول: تاريخ الانحراف الفكرى وطرق مواجهته، ويشمل العناصر التالية: جذور الاتجاه التكفيرى فى التاريخ الإسلامى وأصوله الفكرية، العوامل المسببة للانحراف الفكرى وعلاقتها بالإرهاب، مكافحة الفكر المنحرف بين النظرية والتطبيق.
والمحور الثانى: المراكز العربية والمدارس الدينية، ودورها فى تنمية الثقافة الدينية لطلابها كأساس لتقويم الانحراف الفكرى، ويشمل العناصر التالية: دور التربية فى وقاية المجتمع من الانحراف الفكرى، أهمية التنسيق بين مراكز البحوث للتصدى لمهددات الأمن الفكرى، دور الأساتذة والمعلمين فى تقويم سلوك المتعلمين، والمحورالثالث يتضمن، دور الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية، فى نشر صحيح الدين الإسلامى محليًا وإقليميًا.
اخبار متعلقة..
وزير الأوقاف: نشكر الرئيس لرعايته مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
بالفيديو.. الجامعة الإسلامية المصرية بكازخستان.. حكاية 15 سنة ونموذج للعلاقات المصرية بآسيا الوسطى لنشر الوسطية.. جسر للوسطية.. تشهد توسعات فى الأبنية وقبول الطلاب.. وانطلاق الدراسات العليا العربية
تجديد الخطاب الدينى يدخل حيز التنفيذ.. "الأوقاف" تطبع 5 آلاف نسخة من كتاب "حماية الكنائس فى الإسلام" بـ14لغة أجنبية.. وإهداء النسخة الأولى للبابا تواضروس..ومنحها لأعضاء مجلس النواب والأئمة والجامعات
دراسة: إساءة الإعلام الغربى للإسلام تخالف القانون الدولى وتنشر الكراهية