قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن بتحرك الجنين فى بطن أمه ونفخ الروح فيه، بصرف النظر عن عدد الأيام، يأخذ شكل الإنسان، وبذلك يأخذ الحماية والمعصمية حتى مماته، وإذا تَخَلَّق الجنين وسارت فيه الحياة بصرف النظر كونه مشوها أو صحيحا فإنه لا يجوز أن يمارس عليه الإجهاض أو الإنزال.
جاء ذلك خلال الندوة التى ألقاها الدكتور عبد الله النجار، حول الرأى الشرعى فى إنهاء حمل الأجنة المشوهة، فى إطار فعاليات المؤتمر الحادى عشر لقسم النساء والتوليد بكلية طب قناة السويس، برئاسة الدكتورة أمل الشحات رئيس قسم النساء والتوليد بكلية طب قناة السويس والذى سوف تختتم فعالياته مساء اليوم الجمعة.
وأضاف عبد الله النجار، أن الدليل على ذلك قول الله تعالى ]وهو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء[ والآية الكريمة وإن كانت تفيد المعنى المراد به التصوير وهو الخلقة العادية، إلا أن دونها يتسع ليشمل كل أنواع التصوير العادى وغير العادى، ويلاحظ أن الآية أضافت التصوير إلى المخلوقين.
وأشار النجار إلى أن الطفل المشوه ليس له دخل فيما حدث له ولا يجوز الحكم عليه بالإعدام لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى خلقه وصوره، والطفل لا يشوه نفسه وليس له دخل فيما حدث، والحكم عليه بالإعدام حكم ظالم؛ لأنه لا حول له ولا قوة، كما أنه ضعيف ليس له قوة أن يطالب بالحفاظ والبقاء على حياته، إثمه على من أجهضه أولا ثم المجتمع ثانيا فكل إنسان ضعيف لا يقوى على حماية حقه يتحول حقه من حق خاص إلى حق عام وحق من حقوق الله، كالطفل والجنين والشيخ والميت.
وبناء على ذلك يكون الجنين الذى لا يؤثر على حياة أمه والذى لا يصل به التشوه إلى حد فقد الحياة يكون غير جدير بالإنزال ولا يستحق الإجهاض طالما أنه غير مسىء إلى أمه لأنه رسالة وآية كونية تتحرك تجعل غيره يحمد الله.
لكن الجنين المشوه تشويها إلى حد الجسد وأنه لا يعيش وفقا للأسباب العادية وانه لا يستطيع الحياة بعيدا عن أمه، وأن لم تكن أمه حية لا يستطيع أن يعيش ويهدد حياتها فى بطنها ويؤثر على صحتها وفى هذه الحالة وحدها يجوز إجهاضه، ولكن بشروط أن يكون التشوه حادا ويكون الحزم بذلك وأن الحمل لن يعيش ثانيا، وأن يخشى تعديل نهايته وهو فى بطن أمه فيؤثر على صحتها ويعرضها لظروف لا يمكن إنقاذها، وأن يتم ذلك من خلال لجنة مختصة تجمع الأطباء المتخصصين وأحد الفقهاء ويجب على الأطباء التردد كثيرا فى هذا القرار لأنة يقضى على مخلوق ضعيف فى بطن أمه.
وعن التعامل الطبى مع الأجنة المشوهة قال إن النظرة الفقهية الدقيقة التى تعاملت مع هذه القضية بها اتجاهان؛ الأول يرى أن إنزال هذه الأجنة المشوهة أمر لا بأس به، وأن فيه من المصالح ما يبعد المفاسد، والأمر الآخر يقول إنه يجب أن يتم حتى يبقى عبرة للناس عندما ينظرون إليه فيحمدوا ربهم على أنه عافاهم مما ابتلى به غيرهم، وهذا غير كاف لتأسيس حكم شرعى، فكل من الرأيين يتجه اتجاها يغلب عليه العاطفة أكثر مما يغلب عليه التأسيس الفقهى والشرعى الصحيح.