أرسل صباح اليوم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، الرسالة البابوية لأقباط المهجر حول العالم، والتى حصل "انفراد" على نسخة منها، قائلا: "سنة جديدة سعيدة وعيد ميلاد مجيد، أهنئكم جميعاً بعيد الميلاد ميلاد يسوع المسيح واحتفالنا بالكريسماس كما احتفل به العالم كله من يوم 25 ديسمبر، وامتداد هذه الاحتفالات مرورا برأس السنة الميلادية ثم الاحتفال به حسب التقويم الشرقى القبطى يوم 7 يناير".
وأضاف البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية أن "عيد الميلاد هو تجديد للفرح وتجديد لسعادة الإنسان. الحقيقة فى قصة الميلاد نتقابل مع أحداث كثيرة ومع شخصيات عديدة لكن أريد أن أقف معكم عند موقفين هامين، حيث أن موقف المجوس حكماء المشرق لما أتوا من بلاد بعيدة تتبعوا النجم حتى وصلوا إلى بيت لحم وسجدوا للمولود وقدموا له هداياهم. هذه كانت نهاية رحلتهم فى رحلة أرضية".
وأضاف البابا أنه فى المقابل الرعاة عندما شاهدوا الملاك يبشرهم بالفرح العظيم. جاءوا أيضاً إلى المزود ودخلوا ورأوا الصبى وأمه، الطفل الصغير الرضيع وهو فى المزود. وكانت هذه بداية رحلتهم بداية الفرح، وأن مجموعة كانت النهاية ومجموعة كانت البداية. بداية الفرح هى بالاسم الذى ذكره الكتاب المقدس عمانوئيل الله معنا صار الله معنا فصار هناك فرح. علشان كده أحب أن أتأمل معكم فى هذه الكلمات القليلة أن ميلاد المسيح كان أحد أهدافه الرئيسية هو إسعاد البشر، فكل تفاصيل وعناصر القصة هو أن يقدم سعادة وفرحا وسرورا. تسبحه الميلاد بنقول فيها "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". (لوقا 2: 14)، كلمة "بالناس المسرة" تعنى بالناس السرور بمعنى آخر "فى الناس السرور والفرح". فالسيد المسيح فى ميلاده جاء ليفرح كل قلب، السؤال يكون أمامنا الآن: ما هى عناصر الفرح؟ تعال أحكى معك ما هى عناصر الفرح، أول عنصر للفرح نتقابل فيه فى الميلاد هو أمنا العذراء مريم. اسعدتنا بطهارتها ونقاوتها. لا يمكن يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين إلا إذا كان نقياً وطاهراً، لا يمكن أن تأتى الثمرة الجيدة من شجرة رديئة. لا يمكن أن تأتى فرحة أى شعب إلا من خلال أنقياء وأتقياء وأطهار، عنصر ثان هو المجوس الذين أسعدونا بزيارتهم وهداياهم. عندما أتوا ليقدموا هداياهم للمسيح سببوا لنا سعادة وفرح. يستطيع الإنسان أن يسعد الاخرين بالزيارة والمجاملة.
وأشار البابا فى رسالته البابوية "أنه وحسب الوصية الإنجيلية "فرحاً مع الفرحين، وبكاءً مع الباكين" (رومية 12: 15). بتقديم الهدية سواء الهدية المادية أو المعنوية أو حتى الكلمة أو الابتسامة التى هى أغلى هدية ومتاحة للجميع، نصر ثالث من عناصر الميلاد هو الرعاة. الرعاة أسعدونا بسهرهم وأمانتهم، هم أناس بسطاء جدا كانوا موجودين بالصحراء يرعون الخراف والقطعان رأوا الملاك الذى بشرهم بالفرح العظيم، قاموا على طول باستعداد بيقظة وبنشاط وبأمانة. يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بأمانته بإخلاصه بحياته. الحياة الأمينة دائماً تسعد البشر وتسعد الله أيضاً حسب الوصية "كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة".
وأوضح البابا أن عنصرا رابعا من العناصر التى تسعد البشر فى قصة الميلاد القرية "قرية بيت لحم". هى قرية صغيرة على الخريطة ليس لها ذكر لكن هذه القرية أسعدتنا لأنها أوجدت مأوى وملجأ للعذراء مريم لكى تلد الطفل الصغير السيد المسيح، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين عندما يوجد ملجأ ومأوى كما تقول لنا الوصية "كنت غريباً فأويتمونى" (متى 25: 35). كل نشاط يعمله الإنسان يأوى فيه الفئات المحتاجة والمهمشين الذين يعيشون على الهامش الذين بلا صوت، وأن الصغار الذين بلا مأوى الكبار المعاقين المسنين والفئات التى تحتاج معونة من المجتمع لأن يوجد لها مأوى مثلما صنعت بيت لحم، بيت لحم النهاردة مدينة أو قرية ذكرها على كل لسان لأنها فرحتنا وأوت السيد المسيح وأخذت هذا الشرف، عنصر خامس من عناصر السعادة وكيف نسعد الإنسان الملائكة الذين ظهروا وأنشدوا أسعدونا بالتسبيحة وأسعدونا بهذه الكلمات، "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"، وصارت شعار وصارت آية محبوبة وصارت صوت الملائكة. يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين.
وأكد البابا أنه بالصلاة وبالتسبيح وبالعبادة النقية، بالعبادة المفرحة يستطيع أن يسعد الآخرين، إذاً قصة الميلاد وتجسد يسوع المسيح هو من أجل خلاص الإنسان ولكن لأنها قصة فريدة مسيحنا فى ميلاده يجاوب على هذا السؤال "كيف نسعد الآخرين، يمكن أن تتأمل فى كل تفاصيل هذا الحدث الفريد لتجد فيه ملامح يمكن أن تنفذها وتطبقها وتدابير روحية عن كيف تسعد الآخرين، حيث أن فى ميلاد ربنا يسوع المسيح أهنئ جميع كنائسنا فى العالم أجمع الكنائس القبطية الأرثوذكسية والذين يحتفلون بعيد الميلاد وكل الآباء الأساقفة والآباء الكهنة والآباء الرهبان والأمهات الراهبات.
وأنهى البابا رسالته البابوية بالتهنئة لكل الشعب المسيحى بالخارج ومجالس الكنائس وأيضا الخدام والخادمات وكل الشباب وكل الأطفال وكل الأسر المسيحية، كما هنأ باسم الكنيسة القبطية وباسم الآباء والمجمع المقدس وباسم كل الهيئات هنا فى مصر، قائلا: "بنهنى كل أبنائنا الأحباء وأتمنى لكم عام جديد سعيد وفرحة الميلاد ليست ليوم واحد بل تمتد إلى طول أيام السنة".