انتقد محمد مصطفى الباحث الإسلامى، المتخصص فى الشأن الإيرانى، إعلان أستاذ بجامعة الأزهر الشريف، تأسيس كيان يستهدف التقريب بين المذاهب وعلى رأسهم "السنة والشيعة".
وقال مصطفى فى تصريحات لـ"انفراد" إن الدعوات التى تُطلق بين الحين والآخر للتقريب بين المذاهب، أو للتقريب بين الديانات على اعتبار أنها وسائل لتحقيق هدف أسمى ألا وهو وأد الفتن والتلاحم حول المواطنة، دعوات تصب فى غير الاتجاه التى رصدت من أجله، لأنها تعتمد على الهروب من معالجة أصل الداء".
وأضاف الباحث الإسلامى أن الاختلاف بين الناس فى الفكر والمعتقد هو أصل قامت عليه البشرية وهو سنة كونية، وحين يحدث الشقاق والصراع بين المختلفين فى المذهب أو التوجه، فليس ذلك سببه الاختلاف القائم بينهم، بل سببه عجز المجتمع عن إيجاد صيغة أو وسيلة يصطلح عليها الجميع وفق قاعدة العيش المشترك، وهو ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم فى وثيقة المدينة والتى كانت بمثابة الدستور الذى يكفل للجميع حرية الاعتقاد، فجمعت اليهود والمشركين والمسلمين فى إطار التنوع وتحت سقف المواطنة، والله يقول فى سورة البقرة "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات"، كما قال فى سورة مريم "فاختلف الأحزاب من بينهم" وفى إشارة توحى بشىء من التكامل والتناغم فى مفهوم الاختلاف يقول الله فى سورة فاطر "فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها".
ووجه مصطفى رسالة إلى الداعين لتأسيس كيانات تستهدف التقريب بين السنة والشيعة، قائلا: "لكى تصلوا إلى هدفكم فى الاستقرار فلن يكون عبر هذه الوسيلة التى جربت فى دول حولنا وسبقتنا فى دعوات التقريب، ولم تزد الأمور إلا اقتتالا وتطاحناً، لكن عليكم أن تجددوا الخطاب الدينى وفق خطوة العصر، وذاك منوط برجال الدين حين يقدمون خطابا صحيحا فيه قبول الآخر أيا كان معتقده، وعلى الدولة عبر التعليم والإعلام غرس ثقافة المواطنة والقضاء بالفكر على التيارات المتأسلمة التى تزدرى الانتماء للوطن وتكفر به".
وكان الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أعلن حصوله على موافقة الجهات الأمنية فى الدولة لتأسيس كيان يستهدف التقريب بين المذاهب سواء السنية أو الشيعية أو الأباضية، موضحًا أن هذا الكيان مدنى ليس تابعًا للأزهر الشريف، أو وزارة الأوقاف.