تحتفل بطريركية الروم الأرثوذكس، غدا الجمعة، بذكرى استشهاد القديس لونجينوس "الجندي قائد المائة". وقال الأنبا نقولا المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس، إن هناك كنيسة أثرية باسم القديس لونجينوس قائد المائة، فى القدس "أورشليم"، داخل كنيسة القيامة المقدسة، تحت الجانب الشمالي من الجلجلة (الجلجثة) حيث يوجد مزار صغير يُسمّى اليوم "كنيسة آدم"، التي كانت تعرف في الماضى باسم "مكان الجمجمة"، أو "الجمجمة المقدسة"، أو "كنيسة ملكيصادق"، أو "كنيسة السابق".
وتابع الأنبا نقولا، إلى الشمال الشرقي من كنيسة آدم يقع "الممر المُقَوَس المقدس" الذي يمتد على طول قبو الكاثوليكون (كنيسة وسط الدنيا)، وفي القبو الثالث من الممر المُقَوَس المقدس، توجد كنيسة صغيرة مكرسة للقديس لونجينوس.
ولونجينوس هذا هو الاسم التقليدي للجندي الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحربة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (يو 34:19). والذي عندما رأى الأرض تزلزلت والصخور تشققت، خاف وهتف هتف "حقاً كان هذا إبن الله" (متى 27: 54) و(مر 15: 39) و(لو 23: 47). كما كان حاضر وقت ختم القبر لما اخذ يوسف الرامى جسد يسوع وكفنه ووضعه فى القبر. بعد ذلك ترك الجيش الرومانيّ مع إثنين من رفقائه وإنسحبوا إلى موطنه كبادوكية، مُبشِّرين بقيامة الرب يسوع، على غرار الرسل. وقد استشهد عام 64م بقطع هامته مع رفيقيه، تنتمي هذه الكنيسة حصرًا إلى الروم الأرثوذكس، وفي هذا المكان يوجد المذبح المقدس، وفي الخلف توجد أيقونة القديس لونجينوس يرفع يده إلى المصلوب، معترفًا به.
وبحسب التراث الكنسى، كان لنجينوس أحد الجنود الذين تولوا أمر صلب المسيح، وحدث بعد أن أسلم السيد روحه، أن طعنه لنجينوس بحربه في جنبه فخرج منه ماء ودم، فتعجب من ذلك وزاد عجبه لما شاهد ظلام الشمس وانشقاق حجاب الهيكل وتشقق الصخور وقيام الموتى من القبور ، ولما أخذ يوسف الصديق جسد المسيح وكفنه ووضعه في القبر كان لنجينوس حاضرا وقت ختم القبر. ولما قام المسيح والقبر مختوم تحير وسأل الله أن يعرفه هذا السر، فأرسل إليه بطرس الرسول فأعلمه بأقوال الأنبياء عن المخلص، فآمن وترك الجندية وذهب إلى بلده وبشر فيها بالمسيح ولما سمع به بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس، فأمر بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.