وصف سفير بنما في القاهرة "توماس جوارديا"، العلاقة بين بلاده ومصر بالبناءة، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين في أزهى عصوره خاصة عقب وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره البنمي خوان كارلوس فاريلا للحكم، لافتا إلى أن الزعيمين التقيا عدة مرات آخرها في سبتمبر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال "جوارديا" إن بنما تقدر الدور المحورى الذى تقوم به مصر لتدعيم الاستقرار، والسلام والتقدم في المنطقة، معربا عن امتنان بلاده لجهود الحكومة المصرية وتمنياتها لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات التنموية والثقافية واللوجيستية.
وأضاف "جوارديا" أن مصر دائمًا هى عامل إستقرار فى المنطقة فهى أحد أكبر الدول، فى الشرق الأوسط، والعالم العربى، وما يحدث فى مصر يؤثر فى المنطقة ككل، مشيدا بنجاح خارطة الطريق التى نتج عنها برلمان منتخب مما أسهم فى حدوث استقرار سياسى، ونمو اقتصادى والذى انعكس إيجابيًا على دور مصر فى المنطقة.
وأكد "جوارديا" وجود حوار دائم، وبناء بين حكومتى البلدين لتبادل، وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى تطور التعاون بين مصر وبنما فى مجالات الدعم اللوجيستى، وتبادل الخبرات فى مجالات تطوير المناطق الاقتصادية المتكاملة، والموانئ لتحقيق الاستفادة القصوى من الموقع المتميز للبلدين.
وأشاد الدبلوماسي البنمى بالمنح التى تقدمها الحكومة المصرية في المجال الزراعى لفنيين ومسئولين بنميين، لافتا إلى أنشطة التعاون الثقافى، بين البلدين والتى تعد من أهم وسائل تقارب الشعوب، ومنها إرسال موسيقيين من بنما إلى مصر واستضافة معارض للآثار المصرية في بنما.
وتحدث جوارديا عن التوسعات الجديدة في قناة بنما والمزمع افتتاحها رسميًا في 26 من الشهر الجاري، مؤكدًا أن التوسعات سيكون لها صدى إيجابي على حركة التجارة العالمية وخاصة مناطق شرق آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دول أمريكا الجنوبية وعلى رأسها شيلي والإكوادور وبيرو.
وأكد أن تطوير القناة سيعزز الوضع الاقتصادي في بنما نتيجة لزيادة عوائد القناة، حيث تتوقع الحكومة البنمية زيادة تقدر بـ 50% في عدد سفن الشحن التي تمر عبر القناة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن بنما لا تسعى فحسب لزيادة عوائد مرور السفن عبر القناة، بل تطوير المنطقة المحيطة بالقناة وافتتاح ميناء سادس لتحقيق أفضل استفادة من موقع القناة المميز.
وعن احتمال وجود منافسة بين قناة السويس وقناة بنما، قال السفير "إن العلاقة بين القناتين تكاملية وتعاونية في المقام الأول، ولكن هذا لا يمنع وجود قدر ضئيل من التنافس في منطقة الساحل الشرقي وأجزاء من آسيا، لكن هذا هو الهدف من تطوير قناة السويس وقناة بنما، وفي الأخير فإن الأمر بيد شركات الشحن لتقرر ما في صالحها".
وفي سياق آخر، شدد السفير على أن الحكومة البنمية عملت جاهدة، حتى قبل ظهور ما يعرف بـ"أوراق بنما"، على تعزيز معايير المساءلة والنزاهة والشفافية لكافة الخدمات المالية والقانونية بالبلاد، حيث تعد الخدمات المالية والقانونية أحد القطاعات التكميلية لاقتصاد الخدمات في بنما والذي يشمل كذلك الملاحة والخدمات اللوجيستية والجوية والسياحة وغيرها.
وأوضح في هذا الشأن، أن الحكومة وافقت مؤخرًا على تشريع جديد لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الأنشطة الإرهابية، مؤكدا أن بنما تتخذ خطوات جادة للحفاظ على تنافسية خدماتها المالية والقانونية مع مراعاة قواعد المساءلة إلا أن هذا لا يمنع من حدوث خروقات ضئيلة في بعض الأحيان.