ألقى الكاتب الصحفي الدكتور وجدي زين الدين رئيس تحرير جريدة الوفد، محاضرةحول إعادة بناء الإنسان وتطوير العقل المصري، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من معسكر قادة المستقبل الذي تنظمه جامعة القاهرة تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور عبدالله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية.
وبدأ زين الدين، المحاضرة بالإشادة بجهود الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة في إنجاز معسكر قادة المستقبل بما يتواكب مع فكر الدولة المصرية الجديدة، مشيرا إلى قيام الدكتور الخشت بعقد هذا المشروع الثقافي قبل جائحة كورونا والذي يمثل دورا وطنيا إيجابيا وفعالا وهاما، مشيرا إلى أن جامعة القاهرة هي الجامعة الوحيدة التي بدأت هذا المشروع الثقافي وأصرت على استمراره حتى الآن بكل قوة وكفاءة.
وأوضح زين الدين، ضرورة إعمال العقل والفكر وسبل تطوير العقل المصري لبناء الإنسان العصري، حيث كان من الضروري وجود مشروع وطني مصري، والذي تبناه الرئيس السيسي، وبدأ تنفيذه على أرض الواقع، لافتا إلى أن هذا المشروع الثقافي الوطني للدولة المصرية يسعى إلى بناء دولة عصرية جديدة ديموقراطية في إطار بناء جمهورية جديدة، والتي لا يمكن تحقيقها بدون البحث العلمي وإعمال العقل، موضحا أنه في سنوات قديمة كان يتم الاعتماد على الحفظ والتلقين دون إعمال العقل، أما في الفترة الحالية فنحن في أشد الحاجة إلى إعمال العقل، مؤكدًا أن المواطن المصري ذكي بشكل عام ويتمتع بفطنة وقدرة على صنع المستحيل.
وقال الدكتور وجدي زين الدين، إن مصر التي تتغير الآن لا يمكن أن ترتقي بدون إعمال العقل وتطوير وبناء الإنسان من داخل قاعات العلم والبحث العلمي.
وأكد زين الدين، أن الدولة المصرية تغيرت بشكل كبير خلال ٧ سنوات، وأنجزت مشروعات عملاقة في كل الاتجاهات والأصعدة، لافتا إلى أن ما تم تحقيقه خلال هذه الفترة يعد إنجازًا ضخما بكل المقاييس.
وأضاف، أن جامعاتنا والتي في مقدمتها جامعة القاهرة العريقة بها علماء في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة والمستويات، ولها علماء أفذاذ يشار إليهم بالبنان في البحث العلمي، وهو ما انعكس في تقدمها في التصنيفات العالمية، وهو ما لم يأتي من فراغ.
ولفت، إلى أن الدولة المصرية تقوم حاليا بكل الانجازات الفعلية على أرض الواقع من خلال إعمال العقل والبحث العلمي، وذلك في وجود إرادة سياسية ينفذها الرئيس السيسي، من خلال إحداث تغيير في الواقع العلمي، وبناء الإنسان المصري، وتطوير العقل بما يتماشى مع الحالة المصرية التي نعيشها الآن.
وتابع، أن هذه الفترة تعد فرصة ذهبية لإعمال العقل والتفكير والبحث العلمي القائم علي التفكير والنقد، وذلك من خلال ثقافة جديدة وفكر مختلف وجديد بما يتماشى مع ما تنجزه الدولة من مشروعات عملاقة على أرض الواقع.
ولفت، إلى أن الجيل الحالي أفضل حظا من ذي قبل من خلال توافر التكنولوجيا الحديثة والتي لابد أن يستغلها ويوظفها بالشكل الأمثل بما يليق مع متطلبات العصر، ولابد من إعمال العقل في كل المجالات.
وأشاد زين الدين، بجهود الدكتور الخشت في تطبيق مقرر التفكير النقدي، والذي لم يقتصر على الكليات النظرية فقط بل امتد للكليات العملية، لتكوين رؤية جديدة للجامعة، وألا يقتصر دور الطلاب على نقل العلم فقط دون شرحه، والتفكير في كل شيء يقرأوه.
ووجه زين الدين، نصيحه للطلاب بإعمال العقل وضرورة التفكير والابداع والابتكار لبناء مصر الجديدة، من خلال إعمال العقل في كل أمور حياتنا، مشيرا إلى أن إعمال العقل يرتقي بالفكر، وهو ما يمثل بناء حياة أفضل للمواطن المصري، مؤكدا على ضرورة دعم الدولة المصرية الجديدة، وتقديم كل العون لها والوقوف بجانبها.
وأشاد الدكتور وجدي زين الدين، بكتاب الدكتور محمد الخشت "نحو تأسيس عصر ديني جديد" الذي يتحدث فيه عن إعمال العقل، ونقد العقل المغلق والرؤية الأحادية، والتي تقودنا إلى كارثة حقيقية تتمثل في الجهل، موضحًا أننا لفترة طويلة قبل ٣٠ يونيو كنا نعيش في واقع أسود، مع انطلاق الجماعات الإسلامية التي أفسدت الشعب المصري، وأكملت مفسدتها بعد ثورة 25 يناير وتولى الإخوان الحكم لمدة عام، والذي عانت فيه مصر من تدهور اقتصادي وعدم استقرار أمني وسياسي، وتدهور الموروث الثقافي، كما شهدت هذه الفترة حصار شديد على العلماء داخل الجامعات والتي كان من بينها جامعة القاهرة.
وأوضح، أن بناء العقل يتم من خلال روافد عديدة، أولها يتمثل في البحث العلمي والعلماء، متسائلا عن عدم قيام الجامعات الأخرى بتدريس مقرر التفكير النقدي، الذي يعد متطلبا هاما لبناء الوعي، مقترحا تدريس مادة دراسية تحت مسمى "الوعي"، مؤكدا أن هذا هو التوقيت المناسب لها، مؤكدا ضرورة إحداث تغيير لكافة العلوم التي يتم تدريسها لتواكب ما يحدث من مشروعات عملاقة تنجزها الدولة المصرية على أرض الواقع، مشيرا إلى ضرورة مواكبة الجامعات لكل ما يحدث في الدولة المصرية الجديدة التي يتم بنائها من خلال علماء الجامعات.
وتابع، ان الدولة المصرية تتعرض لكثير من المؤامرات والشائعات تستهدف التقليل من شأن الانجازات الحادثة على أرض مصر، وإصابة المواطن المصري بالإحباط، مؤكدا ان الجيش المصري وطني وملك للشعب، وينتمي للوطن والمواطن المصري، لافتا إلى أن أحد أهم اسباب انهيار بعض الدول المجاورة كاليمن والعراق وليبيا تمثل في وجود أطياف مختلفة تنتمي لعقائد وملل مختلفة، وهو ما يعد كارثة حقيقية.
وأشار، إلى جهود الجيش المصري والشرطة المصرية في حربهم ضد الإرهاب في سيناء، والتي كانت قد تحولت إلى أوكار للإرهاب، والذين تم جلبهم من قبل جماعة الإخوان وقت حكمهم، إلا أن الجيش المصري تمكن من القيام بعملية تنظيف كامل وشامل لسيناء حتى أصبحت خالية من الإرهاب، مؤكدًا أننا الآن نعيش حالة من الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، والذي لابد أن يواكبه مشروع ثقافي فكرى.