ثمن عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات العربية الصينية بالحركة، الجهود المصرية المبذولة، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وأكد زكي - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - حرص مصر على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لمواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية.
وقال زكي، إن مصر استعادت قوتها ودورها ليس فقط على المستوي العربي بل على المستوي الإقليمي والدولي، ونحن كفلسطينيين نعول علي دورها كثيرًا في تحقيق طموحاتنا وحقوقنا المشروعة، فمصر هي السند للقضية الفلسطينية وهي التي تعمل على توحيد الفصائل والموقف الفلسطيني.
وأضاف أنه يجب على كل الفصائل الفلسطينية أن تكون على مستوى الحدث وتتجاوب مع الجهود المصرية، وأن تعلم أن الوحدة حياة والقسمة موت، وأنه لا يمكن لفصيل فلسطيني أن ينجح في استمراريته وحده، داعيًا إلى ضرورة تحقيق الانسجام الفلسطيني والمصالحة وأن يبلور الفلسطينيون استراتيجية وبرنامجًا يتوافق عليه الجميع لاسترداد حقوقنا المشروعة.
وطالب عباس زكي، فتح وحماس والجهاد وقوى اليسار بالتوافق حول برنامج وطني، مشيرا إلى أنه إذا حدث ذلك سيرى العالم الإنجاز العظيم للشعب الفلسطيني وهو الاستقلال وإقامة الدولة وهذا لن يتحقق طالما عمل كل فصيل منفردا.
وحول إمكانية تحقيق السلام في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية قال عباس زكي، إن هذه الحكومة التي تطلق على نفسها حكومة تغيير هي حكومة "مُنقسمة" ومختلفة على كل شيء إلا الدم الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت لا تختلف عن سابقتها فهما وجهان لعملة واحدة ويواصلان التناوب علي تصفية القضية الفلسطينية، وأعتقد أن الحكومة الحالية ستعمل على مزيد من التهويد والاستيطان وإنجاز ما لم يتحقق في الماضي من إخراج القدس من الجغرافيا الفلسطينية.
وحول الإدارة الأمريكية الحالية وإمكانيات دعمها لعملية السلام قال عباس زكي، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قدمت وعودًا ولكنها لم تنفذ أيا من الوعود التي طالما تحدثت عنها وذلك في إشارة إلى إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية ومع ذلك فهناك مُتغيرات في الساحة الدولية، وهناك قادة جدد كالصين ومجموعة "بريكس" ولم تعد أمريكا تنفرد بالقول الفصل في القضايا الدولية كما كان في السابق والأمال عريضة على أن يكون هناك مستقبل أفضل في ظل وجود قوى تدرك أنها ليست مقطورة بالقاطرة الإسرائيلية.
وعن المطالب الأمريكية والإسرائيلية للسلطة الفلسطينية بالتوقف عن دفع مُخصصات إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وأسرهم، قال عباس زكي إن الحركة الأسيرة هي عنوان الفلسطينيين الأول، مشددًا على أن السلطة الفلسطينية لن توقف رواتب الأسرى كما تطلب إسرائيل وأمريكا، وإن تم فعل ذلك سيكون بمثابة رسالة إلى الأسرى بأن نضالهم خاطئ، مُشيرًا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ قبل ذلك واشنطن في عدة مناسبات أن الأسرى لهم دائمًا الأولوية كونهم من يبرهنون على عدالة القضية الفلسطينية.
وأضاف "أبناؤنا من الحركة الأسيرة بأمعائهم الخاوية يستطيعون صنع المعجزات، والله اصطفى هؤلاء من شعبنا وهم خيرة الخيرة لنقول للعالم إننا يمكن أن نهزم إسرائيل بأمعائهم الخاوية".
وحول الجهود المبذولة من أجل إخراج الأسري من سجون الاحتلال، أكد زكي أننا لا نفرق بين أسرانا من كل الفصائل والتيارات فالأسير الفلسطيني الفتحاوي مروان البرغوثي، هو لدينا في مرتبة أسرى آخرون من فصائل فلسطينية أخري مثل كريم يونس، وماهر يونس، وأبو شادي (الطوس) الذين تجاوزا الـ 35 عاما في السجن وهناك نائل البرغوثي وهو من حركة "حماس" ولهم ولأسرانا جميعا كل التحية والتعظيم.
وحول ما يتردد بأن السلطة الفلسطينية لا تريد إخراج مروان البرغوثي من الأسر حتى لا يكون منافسًا للرئيس الفلسطيني في انتخابات الرئاسة قال زكي "هذا قول خاطئ" مشيرًا إلى أن حركة حماس إذا حققت مطلبها وتمكنت من الإفراج عن البرغوثي وآخرين فستكون هذه ضربة قاصمة إلى إسرائيل وسياستها الغاشمة ونحن نتمنى أن تنجح حماس في ذلك.
وأضاف زكي "نحن نعتبر حماس وكل الفصائل مكون أساسي وجزء أصيل من النسيج الفلسطيني ومن يفكر في غير ذلك مخطئ ".
وحول القمة العربية المقبلة في الجزائر، أشار زكي إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الجزائر وتونس مؤخرا جاءت للترتيب لهذه القمة، موضحا أنه يُمكن لهذه القمة أن تكون مدخلا لوضع عربي أفضل تجاه فلسطين، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية من المُحيط إلى الخليج تتوحد الآن لمؤازرة القضية الفلسطينية فهؤلاء هم الحاضنة الأساسية للقضية.