حذر الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، من التقاعس الدولي في مواجهة تحديات التغيرات المناخية، محذرًا أن ذلك سيكلف العالم عواقب خطيرة كانتشار بقع الجفاف، والفيضانات والأعاصير في معظم أنحاء الكرة الأرضية، وينذر بصراعات قادمة بسبب ندرة المياه، الأمر الذي سيهدد مستقبل الحياة على وجه الأرض.
ودعا الأنبا إرميا إلى ضرورة تكاتف كافة الدول للحد من التأثيرات السلبية لتغير المناخ، من خلال تطبيق العديد من الإجراءات مثل التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتأسيس أنظمة الإنذار المبكر ورصد المناخ، وبناء المدن منخفضة الانبعاثات الكربونية، والتوسع في مساحات الغابات لامتصاص الكربون، ودعم المزارعين في مواجهة تغير المناخ.
وأكد رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن القادة الدينيين لهم تأثير معنوي كبير على ملايين البشر، ليس فقط على المستوى الروحي، لكن حتى في أنماط وسلوكيات الحياة المختلفة، مطالبًا بضرورة تكاتف هؤلاء القادة من أجل بناء مجتمع عادل يرفض أي نشاط يؤثر بالسلب على الحياة فوق هذا الكوكب.
في السياق ذاته، قال السفير نيقولاس تفنين، سفير الفاتيكان لدى القاهر: إننا اليوم نجتمع كأسرة واحدة لا توجد حدود دينية أو ثقافية تفصل بيننا، فنحن جميعًا جزء من الطبيعة نتفاعل معها باستمرار، وهذا يوجب علينا أن نبحث عن حلول شاملة ومنهج مشترك يتفاعل مع النظام الطبيعي والاجتماعي لحماية الفرد والمجتمع، مؤكدًا أن التدهور البيئي يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، مشددًا على ضرورة تجنب الخلافات المجتمعية والقضاء على الجهل والصراعات التي أدت إلى تلوث البيئة والإضرار بمواردها الطبيعية التي وهبها الله للبشرية جمعاء.
جاء ذلك خلال كلمتهم فى كلمة بالجلسة الاولي بفعاليات أعمال مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يناقش المؤتمر عددًا من المحاور ممثلة في تغير المناخ والطاقة، تغير المناخ والصحة، دور الانبعاثات الكربونية في تلوث البيئة، التلوث وآثاره على المناخ، التكيف الفعال، تغير المناخ والصناعة، تأثيرات الاحتباس الحراري على المناخ وأسبابه، احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، الاستدامة وتغير المناخ، الحلول العملية لتغير المناخ، تغير المناخ والمياه، تغير المناخ والزراعة، دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية في التوعية بخطورة تغير المناخ، دور القيادات الدينية في التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، دور السياسات العالمية في تهيئة الجو المناسب لرفع التوعية بالمشكلات البيئية والمناخية.
وتعقد جلسات المؤتمر وفعالياته على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقًا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.