قال البابا ثيودوروس الثاني بطريرك كنيسة الروم الارثوذكس، إن أعياد الميلاد المجيدة تأتي فى كل سنة كى تؤكد لنا أن خلاص العالم يَكمُن فى تجديد أنفسنا، تجديد نفس كل واحد منا على حدة.
وتابع بطريرك الروم الارثوذكس خلال كلمته بصلوات قداس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الذي ترأسه صباح اليوم بالمقر البطريركي بكنيسة “الحمزاوي”قائلا" إن حياة السعادة الاجتماعية لا نشعر بـها فى الانظمة التى يطبقها أقوياء هـذه الأرض، ولا تعطى العدالة للإنسان المظلوم، ذلك لأنه مثبت أنه ليس من المنطق أن يـخدم الإنسان الانظمة ولكن الأنظــمة هـى التى خلقت لكى تخدم الإنسان. لذلك يأتى عيد الميلاد لكى يوقظنا لنرى ونحاسب أنفسنا ونتساءل ماذا فعلنا للإنسان الفقير".
وأشارإلى أن الله نزل من السماء إلى الأرض ليعلمنا التسامح، وأظهر لنا محبته التى بلا حدود، وأعلن لنا وطننا المنسى ألا وهو أورشليم العليا، مضيفاً أننا علينا كبشر قبول رسالته والتوافق معاها.
وأضاف قائلاً "يعيش الإنسان فى عصرنا هذا فى حالة فقدان ورفض للوعى نتيجة غروره بنجاحاته وتأثره بشعارات غريبة عن الإيمان الأرثـوذكسى، ويعتبر وجـود الله حملا ثقيلا لا يستطيع أن يحمله، والمحبة شىء غريب والتسـامح شىء نادر. الكل يتفق على وقف المواجهات المسلحة والكل يهتم بالتسليح الحربى.” مشيرا إلى أن اليوم تعانى شعوب ودول ومجتمعات كثيرة من كبرياء الانسان المعاصر، والذى هدفه أن يسيطر على الإنسان الضعيف وأن يسلب منه حريته وخبز معيشته اليومى.
وأوضح بطريرك الروم الأرثوذكس، أن القارة الافريقية تعتبر من أجمل مناطق العالم وفى نفس الوقت افقرها واجوعها تحاول أن تجد خلاصها لدهور عديدة لكن دون جدوى ذلك بسبب المصالح الاقليمية والسياسية التى تعذب اخواننا الافارقة وتتركهم مكبلون لحاجاتهم، ولذا تكافح بطريركيتنا بعملها التبشيرى فى افريقيا من اقصاها إلى أدناها دون تذمر ليلاً ونهاراً من أجل تخفيف آلام آلاف من البشر فى محاولة منها لإيجاد الراحة لكل المعذبين من مشاكل الحياة المختلفة، ولا نكف مع نقل الخبز والماء للفقراء أن ننقل له رسالة السلام والمحبة التى جلبها ميلاد المسيح فى تلك الليلة والتى يمنحها لنا مخلصنا يسوع المسيح فى كل خطوة له.
واختتم كلمته قائلاً "أرفع يدى وأركع عند مزود الطفل المولود متضرعا أن يلهم الله أقوياء هذه الأرض الرحمة والمحبة تجاه الفقراء وأن يسود سلام المسيح وأن تشرق شمس العدل فى كل العالم."