شاب فى الثلاثين من عمره، يمتلك شجاعة دفعته للتضحية بحياته من أجل إنقاذ طفل رضيع حاصرته النيران، "مؤمن"، ابن منطقة المعتمدية فى كرداسة، شمال محافظة الجيزة، حصل على لقب شهيد الشهامة، بعدما قدم روحه فداء لطفل اشتعلت النار بشقته، حيث لم ينتظر وصول رجال الإطفاء، ولم يخش النيران التى منعت الجيران من الوصول للطفل، بل قرر بذل كل ما لديه فى سبيل إخراج الطفل سالما.
المنزل المجاور لمسكن "مؤمن"، فى الطابق الثانى شقة يقيم بها زوجين و3 أطفال أبنائهم، خرج الأب للعمل، والأم لشراء احتياجات ومتعلقات خاصة بالأسرة، تاركة أطفالها الثلاثة الصغار بصالة الشقة يشاهدون التلفزيون لحين عودتها كما اعتادت، إلا أن الأمر تلك المرة كان مختلفا، حيث سرعان ما أدى ماس كهربائى بتوصيلة كهربائية بالشقة إلى اشتعال حريق ضخم بالشقة، الصغار عاجزين عن الخروج والنيران بدأت فى محاصرتهم.
بدأ الجيران فور مشاهدتهم الدخان وألسنة اللهب تخرج من الشقة فى الإسراع لإنقاذ الأطفال، تمكنوا من إنقاذ طفلين، بينما الحريق الهائل وقف أمامهم يمنعهم من الوصول للطفل الأخير البالغ من العمر عامين.
قرر "مؤمن" حينها الذى كان يشارك فى إنقاذ الطفلين سلوك طرقا آخر، صعد إلى سطح العقار، وعقد حبلا به، وحاول النزول من خلاله عبر نافذة الصالة للوصول للطفل، لم يفكر فى خطورة الأمر، كل همه حينها كان نجدة الطفل قبل أن تقترب منه النيران، بدأ "مؤمن" فى تنفيذ السيناريو الذى وضعه لإنقاذ الطفل وخلال نزوله بواسطة الحبل للوصول لنافذة الشقة المطلة على لشارع، اختل توازنه وسقط أرضا.
أصيب مؤمن بكسور ونزيف أدى إلى وفاته فى الحال، حاول أشقائه ووالده إنقاذه بنقله إلى المستشفى، إلا أن الأطباء أكدوا وفاته متأثرا بالإصابات التى لحقت به، وكانت الفاجعة أيضا بوفاة الطفل الذى حاول "مؤمن" إنقاذه، لتعرضه لاختناق بسبب دخان الحريق الذى حاصره.
شقيق "مؤمن" تحدث لـ"انفراد" فقال أن شقيقه كان مثالا للشجاعة والإقدام، رغم خطورة الحريق الهائل، لم يتوانى لحظة فى الإسراع لإنقاذ الطفل، إلا أن القدر شاء أن يسقط قبل أن يصل إليه، مشيرا إلى أن شقيقه شارك سابقا فى إطفاء حريق اشتعل بذات الشقة، وتمكن من الدخول عبر النافذة وإنقاذ الأطفال.
أضاف أن "مؤمن" ترك خلفه ابنا من زوجته التى انفصل عنها، وأنه كان يعمل نجار مسلح، وليس لديه مصدر دخل ثابت، قائلا فى نهاية حديثه "نحتسبه عند الله من الشهداء، ضحى بنفسه فى سبيل إنقاذ الطفل".