قال الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ،إن التنمية المستدامة تهدف إلى تحقيق الحياة الكريمة والسعادة للإنسان في الدنيا والآخرة، كما تسعى لتقدم المجتمع وتطوره في كافة المجالات، مؤكدا أن تحقيق تلك التنمية في المنظور الإسلامي يكون من خلال المقاصد الشرعية الخمسة، وهي حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال.
وأوضح عامر، خلال كلمته اليوم بالمؤتمر العلمي الثالث لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن مفهوم التنمية المستدامة مرتبط بمفاهيم إسلامية كبرى كالاستخلاف في الأرض واستعمارها، بما يؤكد أن التنمية المستدامة تعد عبادة بالنسبة للمسلم، وجزءا مهما من بنائه الثقافي والمعرفي، بما يجعل لها خصائص وغايات تخدم الإنسان في كل زمان ومكان.
وأضاف عامر، أن الإيمان والعمل الصالح النافع للنفس والناس يحقق الرفاهية والتنمية المستدامة، مؤكدا أن التعليم هو السبيل الأول لتحقيق تلك التنمية، خاصة ذلك التعليم الذي يسعى لتوفير متطلبات المجتمع وحاجاته في كافة المجالات، حيث إن الإنسان يستطيع من خلال العلم والتعلم عمارة الأرض وتزكية النفس.
ودعا رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، المشاركين بمؤتمر "التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي" إلى الخروج بتوصيات ومشروعات مؤثرة قابلة للتطبيق، لدعم أهداف الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030، والسعي لتعزيز الوعي المجتمعي في المجالات الدينية والثقافية والأخلاقية، بالإضافة إلى مواصلة تطوير المناهج التعليمية بما يواكب تقدم العصر.
وتنظم كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم السبت، مؤتمرها العلمي الدولي الثالث، بمركز الأزهر للمؤتمرات، تحت عنوان "التنمية المستدامة في الفكر الاسلامي"، وذلك لمناقشة مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بالتنمية المستدامة، من خلال استعراض جوانبها المشرقة التي حث عليها الإسلام، والكشف عن المشكلات التي تعوق جهود التنمية، بجانب الاستفادة من إسهامات المؤسسات الدينية وجهود علماء الفكر الإسلامي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،بهدف طرح الحلول المناسبة لها في ضوء الشريعة الإسلامية.