يقول الأب أغسطنيوس موريس، راعى كنيسة الزيتون للأقباط الكاثوليك، إن شهر رمضان بالنسبة له ذو أهمية كبرى منذ طفولته وله ذكريات جميلة، قائلا: «قبل كل شىء مجتمعنا الريفى اعتبر أعيادنا واحدة، حيث العلاقة والصداقة والروابط التى تجمعنا مع أهلنا المسلمين لا تستطيع تمييزها عن روابطنا العائلية، فأفراحنا واحدة وأحزاننا واحدة وأعيادنا واحدة نتشارك فيها جميعا ونعيشها معا، ويكفى أحكى هذا المثل من حياة عائلتى الشخصية: لدينا فرن بلدى (طابونة)، فى قريتى منسافيس، وكان يعمل لدينا عمال من القرى المجاورة وأغلبيتهم مسلمون، فكنا نعيش معهم كأسرة نشاركهم صوم رمضان والسحور والفطور، وكانت والدتى رحمها الله تجعلنا نصوم كلنا ونفطر كلنا معا وهكذا السحور، وهى بنفسها تُعد الطعام للجميع».
وتابع: «كانت والدتى تحاول صوم رمضان على نية أسرتها بأن الله يجعل أبناءها صالحين ومباركين فكانت تصوم كل الأصوام ومنها شهر رمضان المعظم، وبما أن أصدقاء العائلة وجيراننا كلهم تقريبا مسلمون فكنا نشاركهم هذه المناسبة ومن لا يعرف عائلتنا جيدا يظننا مسلمون، وكان معظم أبناء الحى أو شارعنا والشوارع المحيطة بنا تستخدم الفرن فى عمل الكعك والغريبة والمبسوسة، وتجهيز ما يلزم لأجل العيد، فنحن نسهر ونلعب ونتسلى معا، ولم يكن يوجد أى نوع من التمييز بين مسلم ومسيحى، فنحن أبناء قرية واحدة، أسرة واحدة، ولم يكن يميز بين مسلم ومسيحى إلا بالذهاب إلى المسجد من المسلم والكنيسة من المسيحى، ولقد توارثت هذا التراث فكنت أقوم بمائدة رمضانية كل سنة فى رعيتى، وتوقفت بسبب تفشى وباء كورونا وفقا لمتطلبات الدولة والكنيسة معا».
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«انفراد»، أن شهر رمضان يشهد إعلان الحب والرحمة والصداقة والعلاقات الإنسانية ولعل وجود ممثلى الكنائس كافة والقادة السياسيين والمسؤولين معا على مائدة الإفطار نموذجا. وحول مائدة إفطار بالزيتون فى 2018 أوضح أن شباب الكنيسة فكر فى عمل يساعد أكثر على التقارب بين أبناء الحى، ولكن تم تجسيم الفكرة على أساس أن المائدة الرمضانيّة ستكون للبائعين الجائلين فى الشوارع، وأصحاب المحلات المجاورة، وكل من يسير فى الشارع فى وقت الإفطار، وهكذا تمت المائدة خارج الكنيسة بجوار كشك الأمن، ولكن فى تقييم هذا العمل اقترحوا أن المائدة تتم فى قاعات الكنيسة وليس خارجها تقديرا أكثر للأشخاص وإتاحة فرصة التقارب والتعارف.