"القتل بدافع الحب أو الغيرة"، "القتل بدافع الانتقام"، "القتل بدافع رد الاعتبار أو الأخذ بالثأر"، "القتل للحصول على ميراث".. كلها وقائع ليست بجديدة على المجتمع الشرقي أو الغربي، حتى الظروف والدوافع التي تقود المتهم لارتكاب جريمته مشابهة وإن اختلفت نسبياً في أداة ارتكاب الجريمة.
أما الجديد علينا هو العالم الافتراضي"السوشيال ميديا" الذي انتشر كالنار في الهشيم ينفض من حول جريمة لسرعان ما يجتمع حول جريمة أخرى، ورغم تكرار الجرائم وتشابها إلا أنها لا تأخذ نفس القدر والاهتمام لدى الرأي العام فهي تسير حسب أهواء "السوشيال ميديا" فقط.
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أكد أن حينما يكون هناك زخم واهتمام من جانب الرأي العام حول واقعة ما ويقاس ذلك الاهتمام عن طريق "السوشيال ميديا" قد يدفع هذا الأمر بعض الشخصيات المضطربة لتقليد هذه الوقائع والإقدام على ارتكابها، وذلك يفسر تكرار حوادث القتل والانتحار خلال الفترة القليلة الماضية.
وأضاف استشاري الطب النفسي في تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة" هناك أشخاص تتعرض لنفس الظروف والدوافع المشابهة لارتكاب الجريمة ولكنها لا تعرف من أين تبدأ، أو قد تراجع نفسها، ولكن حينما يقدم لها " السوشيال ميديا" جريمة جنائية وقعت لنفس الأسباب ونفس الظروف سرعان ما ينفذ جريمته دون تردد أو تفكير.
وأشار فرويز أن مرتكبي جرائم القتل والمقدمين على الانتحار هم اشخاص يعانون بنسبة كبيرة من الاضطراب في الشخصية، والمضطرب أو الشخص "السيكوباتي" مضاد للمجتمع، تفكيره دائماً غير سوى، ويبرر لنفسه دائماً ارتكاب الجريمة بأنه بدافع أخذ الحق.
وأختتم استشاري الطب النفسي تصريحاته قائلا:" لا بد من تأهيل نفسي للمجتمع لمحاربة جرائم القتل والإقدام على الانتحار من خلال توحيد الحديث من جانب المعنيين بالأمر وهو الأزهر والكنيسة ووزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، والمثقفين، من خلال غرس الأخلاقيات والقيم ونبذ الكراهية والعنف، وحب الخير للغير، ولرجال الدين دور أكبر في تعليم سماحة الدين لأنه إذا غاب الوعي الديني أو الوعي المجتمعي أصبح حينها كل شيء مُباح.