قال الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن العلم هو كل ما يخدم البشرية، وهناك الكثير من العلماء لم يكونوا أطباء أو مهندسين، لكنهم نجحوا فى أن يخدموا البشرية أكثر من غيرهم، مشيرا إلى أن جملة «كليات القمة أو كليات القاع» هو أمر غير حقيقي.
وأضاف «جلال»، خلال استضافته ببرنامج «في المساء مع قصواء»، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، والمذاع على فضائية «CBC»، أن الثانوية العامة في مصر ليست هي من تحدد مستقبل وحياة الطالب، حيث أن هناك تميز عنصري لم يبن على حقائق بخصوص الكليات العاملة بالمجالات المختلفة.
وأوضح أن تصنيف أو صناعة ثقافة تقضي بوجود كليات للقمة وأخرى غير موجودة لهو تصنيف ظالم وليس له أساس، «محدش عارف من صنع تلك الثقافة في رأس المجتمع المصري أو الأسر والأبناء، ودي مشكلة كبيرة»
واستطرد: «التحقت في الثانوية العامة بالشعبة العلمية، ثم كلية الزراعة بسبب التنسيق، وكان أول يوم ليا محبط، ومع مرور الأيام بقيت منبهر بالكلية، لأنها منسقه وكلها جناين».
وأكد أنه قد جرى تطوير البرامج التي تقدمها الجامعة للطلاب لتتواءم مع التطورات العالمية واحتياجات سوق العمل، وتم استحداث 3 برامج جديدة ومتميزة، أولها برنامج «باي تكنولوجي» وأخر يخص الجودة وسلامة الغذاء، وثالث للزراعة العضوية، «جميعها برامج متميزة بتدرس باللغة الإنجليزية علشان نطلع خريج مؤهل للعمل في السوق الإفريقي أو العالمي».
واثني على مشروع القيادة السياسية الخاص بالزراعة، مشددا: «الفكر اللي موجود من قبل القيادة السياسية يقضي باستقرار الوطن عبر الزراعة، لأن الزراعة هي الأمن الغذائي، وصلب الأمن القومي المصري».
وقال الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن مصر تنتج نحو 2 مليون طن من الأسماك سنويا، حيث وصلت إلى "شبه اكتفاء ذاتي" من الأسماك، نتيجة مشروعات الاستزراع السمكي.
وأضاف أن السوق المصري متعطش وفي احتياج للمهندس الزراعي، موضحًا أنه في الماضي كان الطلاب يعزفون عن الالتحاق بكلية الزراعة، ولكن بعد المشروعات العملاقة أصبح هناك احتياج في سوق العمل.
وتابع عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس: "الآن، أصبحت المشكلة في كثافة الطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بكليات الزراعة"، مشيرا إلى أن قطاع الزراعة كله إبداع، إذ أنه متجدد ومتغير، وبخاصة أن الهوية المصرية زراعية.
وأردف الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس: "الفلاح المصري فصيح لأنه يتعامل مع محدودية المياه والأرض لكي ينتج، كما ان الفلاح يفكر في نفسه أخر شيء، لأنه ينتج للآخرين، وبالتالي فإن فصاحته تكمن في كيفية تحقيق الفائدة للآخرين".
وأشار، إلى أن الاحتياج للزراعة المحمية يقدر بنحو 70 ألف مهندس زراعي متخصص في الصوب المحمية، لافتًا إلى أن هناك 36 كلية للزراعة ما بين الزراعة والثروة السمكية، وبالتالي فإن لجان القطاع وكليات الزراعة بدأت في تدشين برامج موجهة لهذا الأمر لكي نحصل على خريج عالِ المستوى.
وقال الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن مصر تستورد 10 ملايين طن قمح من الخارج سنويا، رغم أنها لم تكن تستورده حتى عام 1951م، بل كان اعتماد معظم المصريين على دقيق الذرة وعيش الرحايا ونسبة قليلة من القمح.
وأضاف : "بعد فترة، أحد الوزراء المصريين سافر إلى الخارج ووجد أن معظم العيش يصنع من القمح، وتم عرض هذه الفكرة على القيادة السياسية، وكانت بداية استيراد أول دفعة قمح بنحو 500 ألف كيلو، وتعود المصريين عليه".
وتابع عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس: "المصريون أقبلوا على العيش المصنوع من القمح بشدة حتى أصبحنا نستورد 10 ملايين طن، بالإضافة إلى الزيادة المطردة في السكان، فأصبحت المساحة المتواجدة لا تكفي في إنتاجيتها هذا العدد الكبير".
وأردف الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، أن الشركة المتحدة للإنتاج الداجني كانت الأكبر في هذا القطاع على مستوى أفريقيا، الوطن العربي، وجزء من أسيا، لكنها تخضع للنظام الشمولي، ولكن في عهد الرئيس السادات، بدأت مصر تتحول جزئيا إلى النظام الرأسمالي، فبدأت الصناعة تزدهر بسبب السماح للقطاع الخاص بالمنافسة، وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تلاشى دور القطاع العام وأصبحت هذه الصناعة يحكمها القطاع الخاص.
وأشار، إلى أن صناعة الدواجن تستطيع سد جميع احتياجات المواطن المصري، لكن المشكلة هي العشوائية، وبالتالي فإن أكثر الناس تأثرا هو المستهلك النهائي والمنتِج البسيط، لأن المنتج الصغير هو من ينتج 80% من الدواجن في مصر.