استكملت طائرة "سولار إمبلس 2" التى تحلق حول العالم بالاعتماد كليًا على الطاقة الشمسية محطة جديدة فى رحلتها التاريخية وهبطت فى مطار القاهرة الدولى بمصر، صباح اليوم الأربعاء، فى تمام الساعة السابعة وعشرة دقائق بتوقيت القاهرة وكان فى استقبالها كل من شريف فتحي، وزير الطيران المدنى وجمعة مبارك الجنيبى، سفير دولة الإمارات لدى مصر.
وتعتبر القاهرة المحطة السادسة عشرة فى الرحلة العالمية لطائرة "سولار إمبلس 2" وهى المحطة قبل النهائية التى ستكون فى عاصمة دولة الإمارات أبو ظبى والتى كانت قد انطلقت منها فى مارس من العام الماضى بالشراكة مع شركة أبو ظبى لطاقة المستقبل "مصدر".
وأقلعت الطائرة من إسبانيا متجهةً إلى مصر فى 11 يوليو وحلّقت مباشرةً فوق محطة خيماسولار للطاقة الشمسية الحرارية المركزة التى طورتها "مصدر" والتى تقع على مسافة 60 كيلومترًا غرب إشبيلية حيث تصل قدرة المحطة إلى 20 ميجاوات وتوفر إمدادًا مضمونًا من الكهرباء على مدار الساعة بالاعتماد على الطاقة الشمسية المتجددة كما هو الحال فى طائرة "سولار إمبلس 2" التى نجحت بدورها فى توظيف التقنيات المتطورة لإنتاج الطاقة من الشمس وتخزينها.
وكان يوسف باصليب، المستشار الأول للرئيس التنفيذى فى "مصدر"، ضمن مستقلى طائرة "سولار إمبلس 2" فى القاهرة حيث أشار فى مؤتمر صحفى مشترك عقد بحضور الطيار أندريه بورشبيرج، قائد الطائرة فى رحلتها من إشبيلية إلى القاهرة، إلى أهمية هذا الإنجاز قائلاً: "يشكل وصول طائرة "سولار إمبلس 2" إلى مصر دليلاً جديداً على فعالية تقنيات الطاقة النظيفة وقدرتها على تحقيق مستقبل أكثر استدامة".
وأضاف: "تمثل طائرة "سولار إمبلس 2" نافذة إلى المستقبل وهى دليل واضح على ما يمكن تحقيقه اليوم بالاعتماد على التقنيات النظيفة وتوسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة بشكل مستدام، والارتقاء بجودة حياة الناس حول العالم".
وأشاد يوسف باصليب بجهود الطيارين برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرج، متمنيًا لهما النجاح والتوفيق فى المرحلة الأخيرة من رحلة "سولار إمبلس 2" حول العالم والتى ستكون أبوظبى محطتها الأخيرة.
وتعد مصر على شراكات "مصدر" الناجحة فى مجال الطاقة المتجددة والتزامها بالابتكار فى مجال التكنولوجيا النظيفة، فمنذ أن أقلعت الطائرة الشمسية من أبو ظبى عام 2015، أكملت "مصدر" أربعة مشاريع فى مصر باستطاعة إجمالية تبلغ 30 ميجاوات، وقامت بتركيب 7000 نظام شمسى منزلى تسهم فى توفير الطاقة النظيفة فى المناطق الريفية المصرية، وتزود هذه المشاريع مجتمعةً أكثر من 25 ألف منزل بالطاقة النظيفة، وتسهم فى تفادى انبعاث قرابة 43 ألف طن من غاز ثانى أكسيد الكربون سنويًا.
وفى هذا الصدد، أضاف يوسف باصليب: "يعد إمداد المناطق الريفية بالطاقة هدفًا مهمًا، ويسرنا نجاح مصدر فى تنفيذ حلول عملية تعود بالنفع على العديد من المجتمعات المحلية فى سبعة محافظات فى جمهورية مصر العربية، ولاشك أن مصر قادرة على توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويؤكد ذلك استقبالها التاريخى لطائرة "سولار إمبلس2" فى القاهرة.
يُذكر أن مصدر قد أنهت رسميًا فى أبريل الماضي، مشروعًا يشمل أربع محطات تستخدم الألواح الضوئية ومولدات الديزل تم تطويرها فى محافظة البحر الأحمر بقدرة 14 ميجاوات تدعم القطاع السياحى فى المنطقة.
وفى إطار متصل تم تشغيل ثلاث محطات هجينة أخرى تعمل بالديزل والطاقة الشمسية فى محافظة الوادى الجديد فى ديسمبر 2015 حيث تعمل المحطات الثلاث على توفير البنية التحتية الكهربائية فى إحدى أكبر المحافظات المصرية وأقلها سكانًا.
ونجحت "مصدر" أيضًا فى تركيب 7000 نظام شمسى منزلى منفصل عن الشبكة الكهربائية الرئيسية، ويحتوى كل من هذه الأنظمة على لوحين شمسيين وبطاريتين وسعة تخزين تصل إلى يومين ووحدات إنارة، وتم تركيب هذه الأنظمة فى المنازل والمساجد والعيادات والمدارس والمراكز الاجتماعية.
كما افتتحت "مصدر" العام الماضى محطة شعب الإمارات للطاقة الشمسية فى سيوة التى تعتمد على تقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 10 ميجاوات، وتنتج 17551 ميجاوات من الطاقة النظيفة سنويًا، لتلبى ثلث احتياج المنطقة من الكهرباء.
وعلق حسن الردينى، الشاب الإماراتى الذى يرافق سولار إمبلس 2 فى رحلتها حول العالم، بالقول: "يملؤنى الفخر إزاء التزام الإمارات العربية المتحدة بتنويع مزيج مصادر الطاقة فى مصر، ودعمها للتنمية المستدامة. وفيما نقترب من نهاية رحلتنا، فإننى أستلهم الأثر الإيجابى للطاقة النظيفة حول العالم، الذى يرمز إليه نجاح سولار إمبلس 2، ولاسيما على المجتمعات الفقيرة.
يُذكر أن طائرة سولار إمبلس 2 بدأت رحلتها الطويلة من أبوظبى فى مارس 2015، وتضمنت محطاتها كلاً من سلطنة عمان والهند والصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.
وكانت الطائرة قد دارت حول نصف كوكب الأرض فى الصيف الماضى بعد تحقيقها عددًا من الأرقام القياسية فى رحلتها عبر المحيط الهادى لمسافة 7212 كلم من اليابان إلى هاواى.