عقد مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، الدورة التدريبية الأولى من نوعها التي تم تطويرها في القارة الإفريقية حول "استجابات تغير المناخ من أجل استدامة السلام" بمشاركة الكوادر الحكومية المعنية من 8 دول إفريقية (الصومال، كينيا، جزر القمر، الجابون، موزمبيق، أنجولا، السودان، وجنوب السودان). وعقدت الدورة بدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبمشاركة عدد من المنظمات الدولية والإقليمية في تقديم المحتوي التدريبي وعلى رأسها مفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية.
تأتي الدورة في إطار أنشطة مركز القاهرة الدولي لبناء قدرات الدول الإفريقية في مجالات عدة حيث تستهدف تعريف المتدربين بتداعيات تغير المناخ على السلم والأمن والاستقرار والتصدي لها في إطار بناء السلام المستدام في القارة، أخذاً في الاعتبار الأهمية المتنامية التي بات يكتسبها هذا الموضوع على الصعيدين الإقليمي والدولي في ضوء تأثيراته المتزايدة والمتشابكة على القارة الإفريقية، وهو ما دفع الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 لإطلاق مبادرة تغير المناخ واستدامة السلام CRSP التي طورها المركز، حيث تأتي الدورة بمثابة خطوة على الطريق نحو تفعيل هذه المبادرة، أخذاً في الاعتبار أن بناء القدرات ركيزة رئيسية من ركائزها.
أكد السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، في افتتاح الدورة على أهمية انعقادها كونها تمثل خطوة رائدة تعكس التزام مصر الراسخ بدعم جهود التصدي لتداعيات تغير المناخ من جانب وتعزيز وبناء السلام دولياً وإقليمياً من جانب آخر واتساقاً مع حرص الرئاسة المصرية لمؤتمر شرم الشيخ أن يكون علامة فارقة في التعاون المناخي الدولي في كافة المجالات، كما أشاد سيادته بجهود المركز في إعداد المحتوي التدريبي للدورة بما يتسق مع مبادرة CRSP خاصة فيما يتعلق بالتأكيد على مبدأ الملكية الوطنية وخصوصية السياقات.
في كلمته، أشار السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير عام مركز القاهرة الدولي، إلى أن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية باعتبارها الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ رغم أنها الأقل إسهاماً في هذه الظاهرة، تتطلب منهجا شاملا للتصدي لها، وهو النهج الذي تستند إليه الدورة. كما أكد على أهمية الشراكات في تنفيذ أنشطة المركز المختلفة.
وشارك في حفل الافتتاح كل من السفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، والسيدة إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والسيد سيلفان ميرلين، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في القاهرة، والذين أكدوا من خلال كلماتهم على دور مصر الريادي في مجال تغير المناخ وهو ما انعكس بجلاء في تنظيمها لمؤتمر شرم الشيخ، كما أشاروا إلى القيمة المضافة التي تمثًلها تلك الدورة كونها الأولى من نوعها في القارة الإفريقية في مجال بناء القدرات الذي يتمتع فيه المركز بخبرات ممتدة، مؤكدين في هذا السياق على دعمهم لجهود المركز في هذا المجال.
تناولت الدورة عدداً من الموضوعات الهامة بما في ذلك علم تغير المناخ من حيث استعراض التأثيرات والتوقعات المستقبلية للقارة الإفريقية، مفهوم العلاقة بين تغير المناخ وتداعياته على جهود تحقيق السلام المستدام بما يشمل تحديد الأسباب الجذرية المتعلقة بالنزاعات ودور تغير المناخ في هذا الصدد، السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالمناخ والسلام والتنمية، الأدوات التحليلية لتحديد المخاطر المتعلقة بتغير المناخ، العلاقة بين النوع وتغير المناخ وبناء السلام، النزوح الناجم عن تداعيات تغير المناخ، التمويل المناخي، وتداعيات تغير المناخ على الأمن الغذائي والمائي والطاقة.