خلال الآونة الأخيرة، ظهرت بعض الحركات العالمية والعربية للمهتمين بالبيئة، بالمطالبة بتوفير بدائل آمنة لاستخدامات حشو الأسنان، وخاصة المصنوع من مادة الزئبق وما ينجم عنها من ضرارها على صحة الإنسان والبيئة.
فى هذا التقرير نرصد بداية استخدام حشو الأسنان بمواد مصنوعة من الزئبق، ولاتفاقات العالمية المرتبطة لاستخدامات هذة المادة وما خطورتها على صحة الإنسان، والتحركات العالمية والعربية لوقف استخدامها لخطورتها على الصحة والبيئة.
قبل 200 عام تقريبا لجأ أطباء الأسنان لاستخدام الحشوات الزئبقية المعروفة باسم "أملجم"، وهى عبارة عن خليط يتضمن على عنصر الزئبق بنسبة تصل إلى 50%، والنسبة المتبقية من الحشوة تحتوى على عناصر أخرى.
اعتبرته منظمة الصحة العالمية، أحد أكثر 10 مواد كيميائية تؤثر على الصحة العامة الرئيسية، حيث أن التعرض للزئبق حتى لو بكميات صغيرة قد يسبب مشاكل صحية خطيرة.
وبتاريخ أغسطس 2017، دخلت اتفاقية «ميناماتا» الدولية لحماية صحة الإنسان والبيئة حيز التنفيذ، وبدأت العديد من الدول الموقعة على الاتفاقية العمل عليها حتى ظهرت مطالبات بتعديلها.
و بتاريخ 25 مارس 2022، وافقت أكثر من 100 دولة، بما فيها معظم الدول العربية، على تعديل بنود اتفاقية «ميناماتا»، و من المقرر أن يبدأ تطبيقه في وقت لاحق من العام الجاري 2023 ، الدعوة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع استخدام الحشوات الزئبقية «الأملجم» في علاج أسنان الأطفال أقل من 15 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات.
وبعد اعتماد التعديل الخاص بالأطفال في اتفاقية «ميناماتا» الدولية لحماية صحة الإنسان والبيئة من أضرار الزئبق ومركباته، بدأت العديد من المنظمات البيئية الدولية والعربية، وعلى رأسها الشبكة العربية للبيئة والتنمية"رائد"، المطالبة بوجود بدائل امنه لاستخدام الزئبق فى حشو الاسنان، من أجل حماية الأطفال من المخاطر الناجمة عن استخدام حشوات الأسنان، والدعوة للعمل على توفير البدائل الآمنة، وزيادة الوعي العام، وتنظيم اول ورشة إقليمية حول مخاطر استخدام الزئبق في علاج الأسنان، ضمن حملة وقف استخدام حشوات الزئبق في علاج الأسنان.