تعرب منظمة الصحة العالمية عن ترحيبها بدعم الدول الأعضاء والشركاء لجهود الاستجابة الإنسانية للأوضاع في السودان والإقليم، وتحث الجهات المانحة على الوفاء بتعهداتها لكي تتمكن المنظمة من تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة لملايين السودانيين، والأزمات الإنسانية دائمًا ما يُرافقها أزمة صحية، وإن شهرين من العنف المحتدم قد أثرا تأثيرًا شديدًا على تقديم الرعاية الصحية في السودان، الأمر الذي خلَّف 11 مليون شخص في شتى أنحاء البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدة الصحية.
وقالت المنظمة فى بيان لها، إننا لنرحب بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة الذي دخل حيز النفاذ في صباح يوم 18 يونيو، ومن المقرر أن يمتد حتى 21 يونيو، وقد اتفقت الأطراف فيه على السماحِ بحركة غير مقيدة وتقديم المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء البلد.
وأضافت ، نحن بدورنا ندعو الأطراف إلى دعم وقف إطلاق النار وتمديده لتخفيف معاناة شعب السودان.
جدير بالذكر أن قرابة ثلثَي المرافق الصحية في المناطق المتضررة قد أصبحت خارج الخدمة. وتمنع الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية كل من المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات، واستهدفت تلك الهجمات المرافق الصحية، والمستودعات الطبية، وعمليات نقل الإمدادات، وحتى العاملين الصحيين أنفسهم.
ولقد تأكد للمنظمة وقوع 46 هجمةً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء القتال. ومع ذلك، لا يزال العاملون الصحيون السودانيون يظهرون شجاعةً هائلة وقدرة واسعة على التكيف وإيجاد الحلول بهدف تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة.
لقد توقفت الخدمات الحيوية في العديد من المناطق، ومنها الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، والتدبير العلاجي لسوء التغذية الحاد الوخيم، وعلاج المرضى الذين يعانون أمراضًا غير سارية. وكذلك توقفت عمليات تطعيم الأطفال وترصّد الأمراض.
وثمة تحديات كبيرة فيما يخص مكافحة الأوبئة المنتشرة بالفعل، مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك. ولسوف يزداد خطر الأوبئة بالنظر إلى عوامل، مثل اقتراب موسم الأمطار، ومحدودية فرص الحصول على المياه المأمونة، ونزوح السكان، ومحدودية القدرة على الكشف عن الفاشيات في وقت مبكر.
وعلى ذلك، أطلقت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي، نداءً جديدًا للتمويل، نشدت فيه جمع مبلغ 145 مليون دولارًا لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للأشخاص المتضررين من العنف في السودان وأولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة وهي مصر وتشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا.
وعلى ذلك، تعكف المنظمة على توسيع نطاق استجابتها وجهود تصديها لتشمل دعم تقديم الخدمات الصحية الأساسية، ويشمل ذلك رعاية الرضوح وحالات الطوارئ، بالإضافة إلى تعزيز ترصُّد الأمراض التي قد تتحوّل إلى أوبئة.
وأما بالنسبة إلى البلدان المجاورة، فإن المنظمة تدعم التنسيق فيما يخص الرعاية الصحية لضمان إمكانية حصول اللاجئين على الخدمات الصحية الأساسية، ومنها توفير الأدوية والدعم النفسي والاجتماعي، عبر مراكز صحية وعيادات متنقلة.
وقالت ، لكننا لن نتمكن بمفردنا من حماية صحة الناس، بل إنه ثمة حاجة ملحة إلى التزام المجتمع الدولي بتقديم يد العون وإظهار التضامن، لنتأكد - بالتعاون مع شركائنا - من قدرتنا على مواصلة تقديم التدخلات المنقذة للحياة خلال الأشهر الستة المقبلة في السودان وفي المنطقة.