قال فيرنون بوجدانور أستاذ الإدارة الحكومية بجامعة كينجز كوليج فى لندن، فى مقال بالتليجراف إن رئيس الوزراء البريطانى الراحل أنطونى إيدن أدرك إن تأميم قناة السويس منذ 60 عاما أثبت أن "التهديد الحقيقى لا يأتى من الاتحاد السوفييتى، بل من الديكتاتوريين الراديكاليين من العالم الثالث، فكان عبد الناصر فقط هو الأول فى سلسلة من القادة العرب الوحشيين، وتشمل القائمة صدام حسين، القذافى وبشار الأسد، وجميعهم شكل تهديدات حقيقية للنظام الدولى".
وقال بوجدانور فى مقاله بالصحيفة البريطانية: إن تأثير قناة السويس كان أكبر بكثير وأكثر ضررا على اتفاقيات الوفاق الودى بين بريطانيا وفرنسا من تأثيرها على العلاقات البريطانية الأمريكية، فعندما أصبح شارل ديجول رئيس فرنسا عام 1958، كان لا يثق ببريطانيا "الغدارة" وكان يراها "حصان طروادة الأمريكى فى أوروبا".
وأضاف إن أحد أهم أسباب فشل العدوان الثلاثى على مصر فى أعقاب التأميم هو الضغط الأمريكى على بريطانيا، وبينما أصلحت لندن علاقتها بواشنطن سريعا أخذت فرنسا وقتا أطول لترميم العلاقات لأنها كانت تريد تجاهل الولايات المتحدة أثناء العدوان على مصر لأن قناة السويس كانت تمثل أحد المصالح الأوروبية، وقال الفرنسيون وقتها إن واشنطن كانت لتأخذ موقفا مختلفا لو كانت الأزمة تتعلق بقناة بنما.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة فشلت فى "تعويض بريطانيا وفرنسا" إزاء التأميم، قائلا إنه من الممكن أن يكون قرار التأميم قانونيا فى نظر القانون الدولى، إلا أنه يظل عملية "سلب".
وأنهى تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للقناة المشوار السياسى لخصمه إيدن، وعندما مات فى 1977 قيل فى نعيه إنه كان "أخر رئيس وزراء آمن بأن بريطانيا قوة عظمى وأول من واجه أزمة أثبتت أنها لم تعد كذلك"، بحسب بوجادور.
وبعد مرور 60 عاما على تأميم القناة وفشل العدوان الثلاثى على مصر بعد ضغوط أمريكية وسوفييتية، لازالت دروس الأزمة "تشكل الحرب والسلام اليوم".