مع مرور الذكرى الثالثة لأحداث فض اعتصام رابعة والنهضة، هاجم عدد كبير من قيادات تيار الاسلام السياسي، الاخوان أنفسهم في تحميل واضح لقيادات الجماعة الإرهابية مسئولية ما وصفوه بالفشل الذي اَل اليه مصيرهم.
قيادات سلفية ورموز للجماعات الاسلامية وقيادات الاخوان توالوا على فضح جماعة الاخوان ووصوفها بأنها السبب الأول للحال الذي وصلوا إليه في ظل انقسامهم وهروب قيادات الجماعة إلى الخارج واكتفاؤهم بالظهور عبر شاشات القنوات الفضائية التركية والقطرية والحصول على الاموال في مقابل المتاجرة بدمائهم.
الظواهري يتهم "الإخوان المسلمين" بـ"النفاق" وبإفشال الثورات في مصر
هاجم زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، جماعة الإخوان بعد فترة طويلة من الصمت حيالها، وكان ذلك في ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، والذين تسوق لهما الجماعة في الخارج جيدًا، وتدعو المنظمات الحقوقية إلى تأييدها في العودة مرة آخرى لمقاليد الحكم في مصر.
قال الظواهري، في تسجيل نشره على مواقع تابعه لتنظيمه تحت عنوان "لماذا فشل الربيع العربي في مصر وتونس وانتصر في الشام"، أن مؤسس الإخوان حسن البنا، انتشل شباب مصر من الملاهي والخمارات وحلقات التصوف المنحرف وكان هذا إنجازًا له، بينما ارتكب حماقات أخرى تصل إلى حد "النفاق"، عندما وضع يده في يد سلطان فاسد وجائر، في إشارة واضحة إلى السلطان فاروق.
كان الإخوان قد بايعوا فاروق على السمع والطاعة وأقسموا على ذلك، بينما كان حسن البنا يحشد 4 آلاف إخواني يقفون في صف "فاروق" ويدافعون عنه وعن مبادئ والده الملك فؤاد، رغم انتشار أماكن ممارسة البغاء في ذلك الوقت ورضوخ فؤاد وفاروق للإنجليز، وهي مبادئ أسس البنا التنظيم من الأساس لمحاربتها، فظهر ذلك التناقض بشكلٍ فج.
الإخواني أحمد المغير: "خاننا قياداتنا" سحبوا السلاح من رابعة قبل الفض
ومن ناحية اخرى اعترف أحمد المغير الكادر الإخواني الشاب، والمعروف باسم "فتى خيرت الشاطر"، أن اعتصام رابعة، الذي تحل ذكرى فضه الثالثة اليوم، كان مسلحا، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية.
وكتب المغير، في تدوينة عبر صفحته الشخصية على فيس بوك تحت عنوان "سرية طيبة مول": "طيبة مول، المكان ده كان عارفينه أهل رابعة على أنه المكان اللي وراء طيبة مول المطل على شارع أنور المفتي، المكان ده كان مميز جدا وكان مشهور على إنه مكان إقامة "الجهاديين"، سرية طيبة مول ليهم حكايتهم الخاصة، وغالبا هيفضلوا مجهولين للأبد".
وتابع "معظم السلاح في رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح سرية طيبة مول، اللي كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم، الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه نهائيا لو كان سلاحه فضل فيه، بس الهزيمة كانت من الخونة داخلنا، وما زالت".
قيادي سلفي : أطالب بمحاكمة رمزية لجماعة الاخوان التى تسببت في أحداث رابعة
طالب الشيخ سامح عبد الحميد، القيادى السلفى، بمحاكمة شعبية رمزية لجماعة الإخوان التى تسببت فى أحداث رابعة، تزامنا مع حلول هذه الذكرى.
وقال عبد الحميد فى بيان له :"جماعة الإخوان المسئولة الأولى عن إراقة الدماء البريئة خلال اعتصام رابعة، لأنهم رفضوا أى حل سياسي، وكان بعضهم يحمل السلاح فى الخفاء، وأول قتيل فى فض الاعتصام كان من الشرطة، والإخوان تعمدوا الصدام وإراقة الدماء وجهزوا الأكفان، وأعدوا مستشفى فى مسجد رابعة استعدادًا لاستقبال الجرحى".
وتابع:"رابعة عبارة عن إشارة مرور، فلماذا احتاج الفض إلى 14 ساعة..؟!! ، ذلك لأن الإخوان أصروا على المواجهة والعنف ليقع الضحايا وتكون ورقة للإخوان، وأوهموا المُغرر بهم أن الشرطة لن تستطيع الدخول، ووضعوا المتاريس والأسمنت المسلح، وأشعلوا النار حتى لا تتقدم الشرطة، وظل قادة المنصة يُرددون (اثبتوا اثبتوا)، وفى اللحظة الأخيرة هرب كل القادة وتركوا الشباب والنساء والأطفال ليثبتوا وحدهم".
من جانبه قال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شئون الحركات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان، أن تنظيم الإخوان بالفعل يوجد به خلافات ومشاكل داخلية، ولكن ذلك لا يعني انشقاق مؤيدي التنظيم عنه، أو رفع يدهم عن تأييده وعن مد يد العون للتنظيم على حد وصفه.
وأضاف الزعفراني أن تصريحات أيمن الظواهري الأخيرة تعكس فكره وآرائه السياسية المنقلبة على الأخوان لافتا إلى أن تنظيم القاعدة ضد سياسة الإخوان التي تتعامل مع كل نظام، وتتلون لكي تصل إلى السلطة.
وتابع الزعفراني، أن الظواهري، يرى أن الجماعة لا تسير على منهج أهل السنة والجماعة، وأنها هي أصل التنظيمات الإرهابية ومصدرة للفكر التكفيري، وأن جماعات التكفير والجهاد، خرجت من رحمها، مشيرا إلى أن الظواهري ألف كتابا في ذلك الشأن ينتقد فيه حسن البنا وفكره، فأيمن الظواهري يرى أن حسن البنا مبتدع ولم يسر على الطريق الصحيح.
وعن رأيه في "أحمد المغير"، أكد الزعفراني أن المغير هو صاحب أكبر نصيب من التغييرات في المواقف، سواء ما تخص قيادات جماعة الإخوان، أو ما يدور خارجها، مشيرًا إلى أنه مُصاب باضطراب فكري يجلعه يطلق ويهاجم أي كيان حتى لو ينتمي له.
وأوضح، أن "المغير" لم يعرف له موقف سياسي واحد؛ لأنه دائم التغيير، فتارة يهاجم الجماعة وأخرى يؤيدها، كذلك مواقفه التي يدعي أنها ثورية لم تكن ثابتة على تيار واحد، فضلًا عن أن تقلبه يعد أمر طبيعي فالجماعة معروفة ببغض شبابها لكل قياداتها القديمة أمثال "إبراهيم منير ومحمود عزت".