قالت الإعلامية مها مدحت رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية بالتليفزيون المصرى إن نشأة البرامج الدينية فى التليفزيون ارتبطت ببداية التليفزيون نفسه، حيث واكب مولدها بداية الإرسال التليفزيونى فى مصر عام 1960، وتوالت الحقب التاريخية على هذه النوعية من البرامج فى تداعيات من الارتفاع والانخفاض، فى محاولة لتقديم الجرعة المناسبة للثقافة الدينية والإسلامية التى يحتاجها المشاهد، فلم تخرج فتوى غير مسئولة من التليفزيون المصرى منذ إنشائه، ورغم غياب عناصر الإبهار من بعض البرامج الدينية، إلا أن المشاهد المصرى يأمن لما تقدمه البرامج الدينية للتليفزيون المصرى منذ إنشائه.
وأضافت فى كلمتها بالمؤتمر الثانى للمرأة بجامعة الأزهر الشريف والتى حملت عنوان "دور البرامج الدينية في التليفزيون المصرى فى تنمية القيم الأخلاقية والسلوكية لدى النشء والشباب، أنه فى ظل متغيرات متلاحقة عاشتها المنطقة أمام محاولة الدول المتقدمة فى فرض ثقافتها وطمس هويتها وزعزعة العقيدة الدينية، جاءت المقترحات بتطور البرامج الدينية بالتليفزيون ضمن آليات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتى كانت تنادى بالاهتمام ببرامج الفتاوى الدينية مع التدقيق فى استضافة ذوى الشأن فى هذا المجال ممن يتوافر لديهم العلم فى مجال الفقه للرد على أسئلة المشاهدين وتخصيص مزيد من الخطوط التليفونية لهذا الغرض.
ومن ضمن الآليات إعطاء المزيد من الاهتمام بالقضايا المعاصرة مع عمل ندوات دينية حوارية من علماء الأزهر لتوضيح رأى الدين مع ربط الدين بالدنيا وتجنب موضوعات السحر والشعوذة،و مزيد من الاهتمام بالبرامج التى ترد على الافتراءات الموجهة ضد الإسلام وبيان سماحته مع أصحاب الديانات الأخرى وتقديمها فى توقيت مناسب، والحرص على المزيد من البرامج التى تهتم بتفسير القرآن الكريم، وعمل برامج لتقديم الأحاديث النبوية وبيان الصحيح منها والضعيف وغير الصحيح.
بالإضافة إلى الاهتمام ببرامج الفقه الإسلامى سواء في العبادات أو المعاملات، خاصة فقه المرأة مع التركيز على شرح قانونى الميراث والأحوال الشخصية (الزواج/الفقه... وغيرها)، الاهتمام بتقديم برامج دينية موجهة للأطفال تعلمهم أصول الدين وتقدم لهم قصص الأنبياء والصحابة وتشجعهم على حفظ القرآن، وتقديم حلقات خواطر الشعراوى على أن تذاع يومياً، وإبراز المعالم والمزارات الإسلامية واستمرار إلقاء الضوء عليها تشجيعاً لوضعها على خريطة السياحة الدينية، وشرح وتفسير المذهب الشيعى وكذلك الطرق الصوفية والفرق بينهما خاصة أن الغموض يحيط بهما من جانب كثير من المشاهدين.
وأوضحت أن من أسباب تراجع دور البرامج الدينية فى الفترة من 2004 حتى 2011:- تقييد دور البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى وتقليص الحرية المتاحة له فى اختيار المواضيع والضيوف بدعوى الحث الإعلامى (مثل الاعتراض على أحاديث صحيح البخارى)، وأحياناً أخرى كان يعلل بالحس السياسى والحس الدينى معاً والالتزام بالخط العام بالسياسة آنذاك (خشية صعود الاتجاه الإسلامى للحكم والسلطة).