قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن الموسم الثقافى مفتوح لكل طلاب الجامعات، وإنه تذكر عظمة الآباء المؤسسين لهذه الجامعة عندما أصروا على وجود رمزين أساسيين لها الأول القبة التى تعتبر منارة العلم والفكر والتفكير ويخرج من تحتها نور العلم والحكمة ويتفق ويختلف الجميع من تحت قبتها، ورمز آخر فى الساعة التى ترمز للزمن، والوعى به لأن الساعات تسرقنا وتسرق أحلامنا وقد تسرق مستقبلنا ووطننا، مشيرًا إلى أن رمزي جامعة القاهرة يؤديان لضرورة التفكير فى الأمر كثيرًا وليس قليلاً.
وأضاف نصار، بكلمته خلال اللقاء المفتوح الذى تعقده الجامعة بين طلاب الجامعة والدكتور سعد الدين الهلالى اليوم الاثنين، أن الله خلق الكون على قاعدة الاختلاف فى كل شىء، وأنه لابد من الحرص على قيمة الاختلاف، قائلاً: "كيف نتفق ونختلف ونحن أصدقاء وأحباء وندرك أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، الذى أطلق هذا المثل الدكتور أحمد لطفى السيد، ونحن فى جامعة القاهرة نقدم نموذجًا مهمًا لعالم مهم له فكره وآراه قد نتفق أو نختلف معها وأؤمن كثيرًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين الدين والتدين".
وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الدين واحد إنما التدين متعدد، فالدين دين الإسلام الذى أنزله الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبلغه إلينا، وعندما كان الوحى وأصلاً من السماء للأرض لا أحد يتحدث غير الوحى والنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما انقطع وحى السماء عن الأرض أصبح هناك نصوص يتم فهما بإقامة تدين على أساسها وفهم البشرية قد يختلف من عالم لآخر ولا يجوز لأحد أن يحتكر فى هذا الفهم الحق.
وأشار الدكتور جابر نصار، إلى أن الحقيقة وتاريخ الإسلام والمسلمين يثبت هذه القضية، ولو كان رأيًا واحدًا ما تعددت المذاهب والمدارس داخل المذهب الواحد، ولدينا 4 مذاهب، بل فى كل مدرسة من هذه المدارس تعددت المدارس الفقهية الفرعية، قائلاً: "لا يجب أن يتسلط أحد على تدين أحد لأن التدين يرتبط شخص ولن يدخل أحد الجنة بعمله ولكن بأمر الله عز وجل لذلك فأمر كل منا له عز وجل، وعندما ضاق عقل المسلمين أصبح كل منا قيما على الآخر، الذى ينصب الميان بالقسط ويحكم بين الناس هو الله عز وجل".
وأردف رئيس جامعة القاهرة: "كل يقول برأى وهناك مئات الآراء لمسألة واحدة، فلماذا نخفى رأيًا ونصدر الآخر ونحن غير متخصصين فى الفقه، واستنفذ نظرى فى أكثر من مرة عندما كنت أتابع حديث الدكتور سعد الدين الهلالى إنه يقول بالآراء الفقهية وليس يأتى بشىء من عنده كما أكد قبل ذلك مرارًا، ولابد أن يسود المجتمع حكمة ومنطق وفهم الآخر ونحن فى هذه القاعة نؤصل لهذه القيمة وهى قيمة الاختلاف ومن يريد أن يسأل ويختلف يتقدم ولكن التزموا بآداب الاختلاف".