" نائمة على الرصيف والحمد لله " هى كلمات أكدت من خلالها " عيدة جاد الكريم " 65 عام أن قيامها بالنوم على الرصيف بجوار المقابر القديمة بحى الأربعين بالسويس هو أرحم لها من العيش داخل منزل من منازل أبنائها يتسبب لها فى أى وجع والم نفسى، مؤكدة أنها تنام على الرصيف منذ أشهر بدون أى يقوم أحد من أبنائها بزيارتها بالرغم من طول فترة اقامتها على الرصيف.
وبالرغم من ماتعانيه السيدة من تقدم فى العمر وما تعانيه من النوم على الرصيف تحت أشعة الشمس الملتهبة، ولكنها تتحدث بثقة وقوة أن كل ما يحدث لها هو نعمه من الله، وأنها لا تطلب من أحد شيء ولكن تطلب من الله فقط ولا تطلب من أحد المساعدة ، بالرغم من نومها على رصيف بجوار مقابر الأربعين القديمة بالسويس.
ورصدت " انفراد "، خلال تواجدها مع السيدة العجوز بأحد ارصفة شوارع حى الأربعين بجوار المقابر القديمة أنها معروفة للمارة وأن الكثير من الأشخاص يزورنها للاطمئنان عليها بالرغم من أنهم ليسوا من أقاربها، كما يقوم أيضا أصحاب المحلات التجارية الموجودين بالقرب من مكان تواجد السيدة بمساعدتها عن طريق تقديم طعام لها والذين يقومون بالإلحاح عليها حتى تقبل ما يقدمونه لها من طعام.
وقالت " عيدة جاد الكريم " :"ولدت فى محافظة قناة ثم جئت مع زوجى إلى محافظة السويس وعمرى 17 عام فقط، وأنجبت ولدين وهم حاليا متزوجين ومقيمين فى منزل زوجى وعددهم أولادهم 9 أفراد فى منزل واحد" ، مؤكدة أنه بالرغم من أنها لها نصيب فى الميراث الخاص بزوجها من منزل الزوج ، ولكنها لا تريد منه أى شئ وتركته لأولادها يعيشون فيه.
وأكدت عيدة جاد الكريم، أنها فى بعض الأوقات تقوم بزيارة أبنائها فى منزلهم للأطمئنان على أولادهم،لأن أولادهم هم فى النهاية أحفادى ولكنهم لا يقومون بزيارتى على الرصيف، وأنا بصراحة أفضل النوم على الرصيف على النوم فى منزل يتسبب فى تعرضى لوجع والم واتركهم بالمنزل مع زوجاتهم وابعد تماما عنهم حتى لا اتسبب فى أى مشاكل من الممكن أن يعانوا منها مع زوجاتهم بسبب تواجدى،ولا أريد أن أكون ثقيلة على أحد حتى لو كانوا أولادى.
وأشارت السيدة العجوز، أن مسئولى المحافظة ووزارة التضامن الاجتماعى قاموا بزيارتى لبحث حالتى ولكن لم يسألونى عن شيء، فقد نظروا للمكان الذى انام فيه فقط بدون سؤالى وذهبوا ولم يعودوا مرة أخرى ، وبالرغم من أنهم لم يقوموا بمساعدتى ، فأنا لست غاضبة منهم، لاننى لا أريد أى شئ حاليا سوى النوم هادئة فقط.