أيادٍ ناعمة لم تعرف طعم الراحة من قبل، أنوثة تختفى خلف عباءة العمل، ووجه شاحب من كثرة الهموم، "مى جمال" اسم لأنثى لكنها لم تعد كذلك من على أرض الواقع، فلم يتبق لها من الأنثى سوى لقبها على الورق.
أحلام سعيدة طالما راودت تلك الفتاة من الصغر، طالما حلمت بأن ترتدى ملابس النساء وتضع عطرا فواحا وتسير بأنوثة كزملائها، كلها أحلام تبخرت فى سن الثمانية بالنسبة لمى، فبعد كبر والدها بالسن تحملت هى مسئولية البيت الذى يتكون من الأب والأم و14 أخا وأختا.
"مى جمال" فتاة فى التاسعة عشر من عمرها، لم تكذب مقولة أن "البنت بمية راجل" تستيقظ مبكرا يوميا وتحمل عدتها، وتنتقل من منزل لمصنع لشركة لقرية سياحية، خفة يديها ومهارتها وإتقانها فى العمل هو ما تميزت به مى، مما جعلها حديث صفحات التواصل الاجتماعى يشيد بها الجماهير.
نشأت مى وسط أسرة متوسطة مكونة من 14 أخا وأختا، لم تلتحق بالمدرسة ولم تتعلم القراءة ولا الكتابة، ولكنها تعلمت الأمانة والدقة فى عملها، فبعدما كانت ترافق والدها فى عمله، أصبح الآن يرافقها شقيقها وابن عمها أثناء عملها.
امتهنت مى حرفة السباكة كهواية فى سن الثامنة، قبل أن تتحول تلك الهواية إلى عمل شاق لا تستطيع الاستغناء عنه. وطالبت مى بتوفير محل صغير للعمل به، وشقة تحتوى أسرتها الكبيرة من الإنهيار، متمنية أن يستجيب الرئيس السيسى لطلبها.