صور.. سلى نفسك لو زهقان.. قطع الشطرنج تنتشر على جانبى شوارع أولم الألمانية

صدفة غريبة قد تُحضرك إلى شىء مبهج، عندما يتركك الجميع وحيدا ويذهبون؛ لقضاء حوائجهم المختلفة قبل السفر إلى القاهرة، فتقرر أن تستمتع بالسير فى شوارع مدينة أولم الألمانية، وتحاول جاهدا أن تطلع على عظمة العقول التى شرعت ونفذت هذه التصميمات بالغة الرقى والجمال بمنازل المواطنين الألمان هناك. تكتمل حلاوة الصدفة بمقابلة أحد أصدقائك المقربين أثناء هذه الرحلة الاستكشافية فى المدينة الألمانية، فتقررا سويا البدء فى تدوين الملاحظات العقلية حول ما ترصده أعينكما من جمال المناظر وهدوء الشوارع، والأهم من ذلك النظام الصارم الذى يحكم الشوارع الأوروبية بصفة عامة، وهذا الالتزام الحاد من جانب المواطنين الألمان بصفة خاصة، وتتشاركا معا خبرة قد لا تجد طريقها إلى النسيان من خلال "لعب دور شطرنج على جانب الطريق بقطع شطرنج كبيرة الحجم صُنعت خصيصا لملائمة اللعب على جانبى الشارع". وجدنا من بين المناظر الآخذة بهذه الشوارع قطعا للعبة الشطرنج الشهيرة، وقد ارتصت فى نظام مضبوط داخل المربع المخصص للعب، الذى رُسم بألوان زاهية على جانب الطريق لتسلية الراغبين فى التسلية ولديهم الوقت لذلك، أو أولئك الراغبين فى تنشيط معرفتهم العقلية بحركات الشطرنج القادرة على إلحاق الهزيمة بالمشاركين فى هذه اللعبة المحبوبة على المستوى العالمى. رغم هذه القطع الثلجية، التى ساهمت فى بهوت حواف المنطقة المخصصة للعبة، إلا أنك تجد متعتك العقلية فى محاولة إرغام رأسك على استيعاب مدى التطور فى الأفكار الترفيهية، التى إن دلت على شىء ستدل على مدى الرفاهية واكتمال مقومات الحياة لهذه الشعوب، وهو ما تفتقره عوالمنا، إذ إن العبارة التى ستصفعك على وجهك إذا ما فكرت فى مثيل لهذه الأنشطة المختلفة "لبى احتياجاتك الأولية أولا ودور على الترفيه بعد كدة"، أو أخرى كما سمعتها من صديق مازحا: "العيال هيسرقوا قطع الشطرنج لو لاقوها فى الشارع"، وهو ما يؤكد ضيق النظرة التى يمتلكها كثيرون هنا. يقولون للسفر 7 فوائد، قد تضيف إليهم هذه الأخيرة، والخاصة بالإبداع فى التصدى لتحديات الحياة المختلفة، ببعض الأنشطة البسيطة التى قد تجلب السعادة والأمل لدى العامة، ومنها التفكير خارج الصندوق فى هذه الأنشطة الترفيهية الألمانية التى قد تساعد فى تفريغ العقول من ضغوطات الحياة اليومية ببضع دقائق قد يقضيها الفرد فى التفكير والتدبر فى كيفية هزيمة خصمه الصديق فى مثل هذه اللعبة العقلية الخالصة. لسوء الأحوال الجوية، أو بالأحرى لسوء الحظ، تحتاج لعبة الشطرنج وقتا طويلا للوصول بها إلى النهاية، وبسبب قطع الثلج المتساقطة، والتى قد تشعرك بأنك ستتجمد فى موقفك هذا وتبعث فى صورة رجل حاول مواجهة الطبيعة لإنهاء "لعبة"، قررنا مواصلة الطريق نحو اللامجهول الجميل الذى يأخذنا لاستكشاف أنشطة أخرى قد نحاول نقل صورة منها بهذه الصورة المصاحبة، وهو ما تسبب فى سيرنا ذهابا وإيابا لنجوب كل شوارع مدينة أولم التى تم تخطيطها بشكل عبقرى على ضفاف نهر الدنوب.