صور.. مأساة ربة منزل تعيش بعين واحدة مهددة بالضياع وتحلم بزراعة قرنية

"نفسى أخدم ولادى وأرعاهم والنظر اللى باقى بعينى اليسرى يفضل ولا تضيع كما ضاعت العين اليمنى وأفقد القدرة على خدمة نفسى أو أولادى" بهذه العبارة بدأتهدى الجيوشى صاحبة الـ43عاما والمتزوجة بقرية ساقية أبو شعرة بمركز أشمون بالمنوفية، والتى تتمنى أن تحصل على رعاية بزراعة قرنية بعينها اليمنى قبل أن تفقد العين اليسرى وتفقد معها الحياة. وبجولة بقرية ساقية أبو شعرة، وصلنا إلى منزل فى آخر القرية فى منطقة أطلقوا عليها "الجزيرة" ، بمنزل مقام بشكل عشوائى بالطوب الأبيض والطين وبمساحة لا تتخطى الـ70 مترا تعيش الأم وزوجها الذى يعمل باليومية، رزق يوم بيوم، وثلاثة من الأطفال فى حاجة إلى الرعاية الكاملة من الأم التى أصبحت تخدمهم وترعاهم بصعوبة شديدة بعد أن ضعفت عينها اليسرى التى ترى بها . وبالإقتراب أكثر من الأم ، قالت بدموع الحزن : زوجى بسيط يعمل باليومية ولا نملك أى مصدر رزق أو معاش أو أى شىء من حطام الدنيا ، ولعل هذا هو ما أفقدنى النظر بالعين اليمنى والتى لم أكن أتخيل أننى لعدم قدرتى على الوفاء بالأدوية المرتفعة الثمن وتوفير ثمنها لإطعام الأطفال أجد أننى أواجه الأمر بفقد عينى اليمنى والتى أكد جميع الأطباء على أنها فى حاجة إلى زراعة قرنية كى تتمكن من الرؤية من جديد . وتابعت الجيوشى : مرت 5 أعوام حتى انطفىء نور عينى والذى بدأت تتوارى معه الاضاءة يوما بعد يوم ، وكانت ضيق اليد وعدم القدرة على الوفاء بالأدوية أو الوفاء بعمليات فى البداية أمر أدى إلى تدميرها وحاجتها الآن إلى إجراء عملية لزراعة القرنية التى لا يقوى زوجى على الوفاء بها، لافتة إلى أنها تقدمت بالعديد من الاستغاثات والمناشدات للمسئولين طوال هذه الفترة حتى يستجيب إليها أى أحد من المسئولين ولكن دون رد . وبحالة من الحزن الشديد قالت "الجيوشى" : رضيت بالأمر الواقع ولكن أخشى أن يكون مصير عينى اليسرى كعينى اليمنى، والتى انتهت وبها ستكون نهاية حياتى وعدم قدرتى على رعاية نفسى قبل اولادى ، وخاصة أن عينى اليسرى بدأت الآن فى الضعف وهو السيناريو الذى كان فى بداية عينى اليمنى ، وأخشى أن يكون مصيرها كالعين اليمنى وبها أفقد كل شىء. وأضافت الجيوشى : طرقت جميع الأبواب كى أسعى للحفاظ على ما تبقى من عينى اليسرى، ولكى أتمكن من زراعة قرنية بالعين اليمنى حتى أحافظ على أولادى وأخدمهم وأقدم لهم الرعاية الكاملة لهم، ومازلت حتى الآن أتمنى أن يساعدنى أحد فى الحفاظ على أسرتى من التدمير والتى ستنتهى بنهاية النظر بالعين الثانية . وطالبت الدكتور أحمد عماد وزير الصحة، أن يوفر لها القدرة على السفر للعلاج وإجراء العملية لزراعة القرنية على نفقة الدولة حتى تتمكن من الحفاظ على أسرتها وأولادها.