حورية محمد الأمين 60 سنة موظفة بمستشفى الفيوم العام وقع عليها اختيار مديرية التضامن الاجتماعى بمحافظة الفيوم من بين المئات لتكون الأم المثالية على مستوى المحافظة تقديرا لها على سنوات كفاحها التى قضتها بعد وفاة زوجها وتربيتها لأبنائها الـ4 وحصولهم على أعلى الشهادات الدراسية.
الأم المثالية والتى تقيم بشقة سكنية متوسطة الحال بحى الحواتم بمدينة الفيوم أكدت فى تصريحات لـ "انفراد" أن زوجها الذى كان يعمل ضابطا بالقوات المسلحة توفى منذ 24 عاما فى حادث إرهابى بمحافظة مطروح ودفن هناك، وترك لها ابنها الأكبر محمود عمره 6 سنوات ونصف وابنتها ريهام 5 سنوات ومحمود 3 سنوات وكانت حامل فى شهرها الثالث فى ابنها الأصغر محمد .
وأكدت السيدة حورية الأمين أن هذا الوقت كان مفترق طرق بالنسبة لها قررت فيه أن تغلق بابها عليها وتتعامل فى حدود ضيقة وتقتصر حياتها على الذهاب لعملها والاهتمام بأبنائها وتربيتهم كما قررت أن يستمر ابنائها فى التعليم بالمدارس الخاصة التى أدخلهم فيها والدهم والا يتغير الوضع بتحويلهم لمدارس حكومية بعد وفاته مما جعلها تتحمل معاناة الإنفاق على تعليمهم رغم وظيفتها البسيطة ولكنها كانت تدبر أمورها أن يقضى معاش زوجها وراتبها الشهرى نفقاتها ونفقات ابنائها دون أن تحتاج إلى أحد.
وسط نبرة صوت تخنقها الدموع قالت الأم المثالية بمحافظة الفيوم إنها مر عليها مواقف صعبة لا تتذكر عددها خلال الـ24 عاماً الماضية وقالت يكفينى عندما كان يمرض أحد أبنائى وأحمله بمفردى وأذهب به للطبيب واضطر لاصطحاب باقى إخوته نظرا لعدم قرب سكن أهلى منى ولا يوجد من يرعاهم بدلا منى، ولم تكن المواقف الصعبة فقط التى تبكينى ولكن أيضا نجاح أبنائى فى الشهادات الدراسية وحصولهم على أعلى الدراجات كان يبكبنى لعدم وجود والدهم معهم حتى قبره كان فى مطروح لم يكن حتى باستطاعتى أن اذهب للبكاء على قبره ككل الأرامل.
وقالت الأم المثالية أنها لم تصدق نفسها عندما علمت أنها وقع عليها الاختيار لتكون الأم المثالية على مستوى محافظة الفيوم، بعدما تقدم زملائها بأوراقها إلى مديرية الشئون الاجتماعية بالمحافظة، تقديرًا منهم لما شاهدوه من مواقف جعلتهم يوقنون أنها تستحق وعن جدارة أن تكون الأم المثالية بالفيوم.
تؤكد الأم المثالية أنها لم تحاول يومًا ضرب أبناؤها وكانت تتبع معهم أسلوب الصداقة والاقتراب منهم، وفى الأوقات القليلة التى عاقبتهم فيها كانت تضمهم فى المساء ويبكون سويًا.
مسيرة حورية وسنوات شقائها توجت بحصول ابنها الأكبر أحمد على شهادة التخرج من كلية الطب، واكتملت فرحتها فى صمت بالتحاق أبنيها ريهام ومحمود بالكلية ذاتها لتصبح أم لثلاثة أطباء ولم يخذلها ابنها الرابع الذى تركه والده مضغة فى بطنها والتحق بكلية الهندسة. كما زوجت ابنها الأكبر وابنتها ولديها 4 أحفاد.
الأم المثالية التى تتواجد الآن فى القاهرة استعدادًا لحفل تكريمها ضمن الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية قالت إن امنيتها الوحيدة الآن هى الحج