أكد محمد حسن جابر، المحاضر والباحث الأثرى ومدرب ومترجم الهيروغليفية بمدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، اليوم الأحد، بدء انطلاق حملته الثقافية الخاصة بنشر الموروث الحضارى المصرى القديم من خلال تعليم اللغة المصرية القديمة، يبحث ولأول مرة فى علم الكتابات الهيروغليفية المشفرة "كريبتوجراف"، وذلك فى إطار العمل التطوعى للشباب والخدمة المجتمعية، من أجل رفعة بلدنا العظيم وتشجيع الأطفال والكبار على معرفة أسرار الحضارة المصرية القديمة والاستفادة منها لبناء مستقبل واعد.
وقال جابر، إنه منذ نشأة الكون والإنسان يحتاج إلى أمرين أساسيين وهما التواصل ومشاركة المعلومات مع الآخرين و التواصل بشكل انتقائى، الأمر الذى أدى إلى صعود فن ترميز الرسائل بالشكل الذى يتيح فقط للأشخاص المقصودين من فهم هذه الرسائل دون غيرهم من الأشخاص الغير مصرح لهم بهذا الأمر حتى لو حصل هؤلاء الأشخاص على هذه الرسائل.
وحول تاريخ التشفير أوضح "جابر"، أن ظهور علم التشفير بدأ مع بداية ظهور فن الكتابة، فمع تطور الحضارات وتنظيم البشر إلى مجموعات من ممالك ودول وقبائل وغيرها والتى أدت إلى ظهور تنافس بين هذه المجموعات على الطاقة والأكل والشرب وغيرها، أصبح من الضرورى وجود طريقة وأسلوب تتواصل فيه كل مجموعة بشكل سرى وآمن بعيدًا عن المجموعة الأخرى.
وأضاف الباحث الأثرى محمد حسن جابر، أن الهيروغليفية من أقدم تقنية من تقنيات التشفير حيث يعود استخدامها إلى قبل 4000 عام والتى كانت تستخدم من قبل المصريين القدامى للتواصل بواسطة الكتابة باستخدام هذه الطريقة. حيث كانت الرموز التى تكتب فى هذه التقنية معروفة فقط من قبل الكتبة الذين يقومون بإرسال الرسائل والبرقيات بالنيابة عن الملوك، فى الفترة بين 500 ق.م و 600 ق.م حدث بعض التطور على تقنيات التشفير بواسطة استخدام طريقة بسيطة وبدائية عن طريق استبدال الحروف بواسطة حروف غيرها وهذا الأمر الذى كان مستخدمًا من قبل الرومانيين والذى سمى بإسم ترميز القيصر أو Caesar Shift Cipher.
ولفت إلى أن المجتمعات الأكثر نموًا وتميزًا هى المجتمعات التى ترتفع فيها معدلات العمل التطوعى، وتشكل فيها الأعمال التطوعية ثقافة قومية، وقيمية، وهو فى تقديرى ما ينبغى أن نفعله سيما وأننا على مشارف مرحلة تنموية جديدة يلزم أن تكون لها أدواتها وآلياتها ورافعاتها العملية الجديرة بأخذها للنجاح الذى تستحقه.