بطولات الأمهات مازالت تسطر داخل أروقة مستشفى علاج الأورام بالمجان بمحافظة الأقصر، منذ افتتاحها بقلب الصعيد فى عام 2015 وحتى الآن، وكل يوم يتعافى عدد كبير من المرضىبفضل المنظومة الطبية المميزة التي تقدم خدمات طبية تضاهي المستشفيات العالمية لأبناء الصعيد، ومع المناسبة العالمية التي يحتفى بها كافة الأبناء ببطولات أمهاتهم وتضحياتهم فداء لأبنائهم، ظهرت بطلة جديدة من بطلات شفاء الأورمان وهى ابنة مدينة إسنا بمحافظة الأقصر "أمل عبد الكريم عبد الرازق" والتى تعافت فى عام 2019 من السرطان بالبلعوم الأنفي وتزوجت بعد شفائها بأيام قليلة وأنجبت طفلها الأول "يزن" ويبلغ من العمر حالياً شهور قليلة، والتى تفتخر بتلك المرحلة التي تعالجت فيها داخل المستشفى لكى تنعم بالزواج وتنجب طفلها وهى متعافية تماماً بأيادي الفريق الطبى بالمستشفى.
وعن تفاصيل قصة "أم يزن"، تقول أمل عبد الكريم عبد الرازق من مركز إسنا بمحافظة الأقصر خريجة كلية دراسات إسلامية بمدينة طيبة فى لقاء خاص لـ"انفراد"، أنها اكتشفت إصابتها بمرض السرطان فى البلعوم الأنفى وهى فى آخر عام بالجامعة، وكانت مخطوبة فى تلك الفترة منذ حوالى 6 شهور، وخطيبها لم يتركها ووقف بجانبها بعد أن عرضت عليه فسخ الخطوبة والارتباط بفتاة آخرى بعد إصابتها بحالة نفسية سيئة قبل بدء مرحلة العلاج، ولكنه أصر على إستكمال رحلة الخطبة والعلاج معها وساندها حتى تزوجها وأنجبت له طفلة الأول "يزن".
وتضيف الأم المثابرة الأقصرية، أنها توجهت للمستشفى برفقة أسرتها فى عام 2017، واستقبلها الجميع بصورة مميزة وتم إجراء التحاليل والأشعة لها وبدأت تلقى جرعات العلاج فى وقت الإمتحانات وكان الأمر مرهق للغاية عليها، واستكملت العلاج وقررت تأجيل مادتين فى الإمتحان للعام المقبل لعدم قدرتها على الذهاب للإمتحانات وقت تلقي جرعات العلاج المرهقة، وظلت تتعالج حتى عام 2019، وحالياً يتم متابعة حالتها الصحية كل 3 شهور داخل المستشفى حيث يطمئن عليها الأطباء بالمستشفى ضمن بروتوكول العلاج، وقالت: "الحمد لله حياتى تحولت للأحسن و اتقلبت 180 درجة بعد نهاية العلاج وتزوجت خطيبى وحملت من الشهر الأول بفضل الله والأطباء بالمستشفى الذين كانوا يتابعون حالتى قبل الزواج، وحالياً معايا إبنى يزن عمره 3 شهور وحياتى طبيعية تماماً، وفى كل زيارة للمستشفى بكون سعيدة جداً وفى يوم من الأيام هجيب إبنى يزن عشان يشوف المستشفى اللى عالجت أمه ورجعت صحتها زي ما كانت عشان يفتخر بيها".
وعن الصعوبات والمعاناة فى فترة العلاج تقول أم يزن، أنها كانت تعانى من سرطان بالبلعوم الأنفى، وكانت تشعر بألم شديد فى رقبتها ونزيف من الأنف خلال فترة العلاج والإمتحانات، ومع بدء المتاعب قبل فترة الإمتحان توجهت لطبيب فى الأقصر وأكد أنها مريضة بإلتهابات فى اللوز وقدم لها علاج ظلت تتناوله لمدة 3 شهور، وبعد تلك الفترة إكتشفت أنه علاج خاطئ وبه مسكنات ولم تتحسن حالتها، فقررت تغيير الطبيب وكانت المفاجأة أنها ليست إلتهابات فى اللوز وحولها لدكتور باطنة لمعرفة حالتها الصحية، وأجرت أشعة وتحاليل وإكتشف وجود سرطان فى البلعوم الأنفى وطلب إجراء عملية لها ولكن كان سعرها باهظ للغاية، وعندما عرضت حالتها المادية وعدم قدرة أسرتها على دفع المبلغ الكبير نظير العملية، نصحها بالتوجه لمستشفى شفاء الأورمان وشكر فى المستوى الطبى داخلها، وبالفعل إستكملت علاجها بالمستشفى حتى تعافت تماماً.
وتؤكد أم يزن إبنة مدينة إسنا بالأقصر لـ"انفراد"، أنه تشكر كل فريق العمل والأطباء والتمريض بممستشفى شفاء الأورمان، والذين لم يتأخر أحد فيهم فى دعمها بالعلاج والأدوية وجرعات العلاج حتى شفاؤها، وكذلك تم تقديم الدعم النفسي لها بعد حزنها من إصابتها بالسرطان بمرحلة مبكرة من حياتها وشبابها كادت أن تضيع عليها حلم الأمومة، كما وجهت الشكر لأسرتها وزوجها الذين ساندوها بكل قوة فى فترة العلاج التى وصلت لعامين، وناشدت جميع أهل الخير بمواصلة مسيرة الدعم لهذا الصرح الطبى الذى يقدم خدمات طبية تفوق الوصف حسبما شاهدت وجربت بنفسها، لكى تكمل المستشفى مهمتها فى علاج عشرات الآلاف من المرضى بصورة يومية من أبناء الصعيد، وكذلك تستكمل المرحلة الثالثة التى يتم تجهيزها خلال تلك الأيام لإنشاء أول قسم لعلاج سرطان الأطفال بالصعيد.
وفي هذا الصدد يقول محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان ونائب مدير عام جمعية الأورمان، أن مستشفي شفاء الأورمان تسير بخطي ثابتة في تقديم الخدمات للآلاف من مرضي السرطان بالصعيد، وهو دورها الأول في خدمة المرضي وتوفير عناء السفر لعدة ساعات للوصول للعاصمة لتلقي العلاج في المستشفيات والمعاهد المختلفة في القاهرة، ومن هذا المنطلق قرر مجلس إدارة المستشفي من اليوم الأول توفير أفضل أطباء في مصر لتقديم خدمات تضاهي وتفوق المستشفيات بالعاصمة وبالمجان تماماً لأبناء الصعيد، ومؤخراً حققت المستشفي سلسلة ن النجاحات بالحصول علي شهادات الأيزو الثلاثة في وقت قياسي وكذلك وصول أعمالها ونماذج نجاحاتها بعلاج المرضي للعالمية ونشرها في المجلات الدورية حول أوروبا والعالم أجمع.
ويضيف محمود فؤاد، أنه يجري حالياً العمل علي قدم وساق لإنهاء التجهيزات والفرش لمبني المرحلة الثالثة الذي تم إنشاؤه، والذي يحتاج للكثير من أهل الخير خلال الفترة المقبلة، حيث أن مبني المرحلة الثالثة مبني علي مساحة 27 ألف متر، قائلاً أنه بفضل الله ودعم أهل الخير إستلمت إدارة المستشفي مبني المرحلة الثالثة، ويجري خلال تلك الفترة تجهيزه لإنهاء أكبر قسم لعلاج سرطان الأطفال بالصعيد وذلك لتكتمل المنظومة الطبية المجانية داخل المستشفي لخدمة جميع مرضي السرطان بالمجان تماماً بمختلف أعمارهم، مضيفاً أن المبني يتكون من 4 طوابق، ومن المقرر أن يضم أكبر قسم لعلاج أورام الأطفال، وقسم خاص للطوارئ لمرضي أورام الصعيد ملحق به قسم داخلي وقسم أشعة تشخيصية، وعيادات خارجية متخصصة وزيادة لعدد أسرة المرضي، وقسم للعلاج الطبيعي ومعهد للتمريض، ومركز لتدريب الفنيين والعاملين وقاعة محاضرات، ومركز للأبحاث الخاصة بالأورام السرطانية وتسجيل الحالات السرطان ودراستها، وقسم أشعة يشمل رنين مغناطيسى، وأشعة مقطعية وأشعة ديجيتال وأجهزة تصوير بالموجات الصوتية، فضلا عن توفير أول جهاز من نوعه لقياس هشاشة العظام لمرضى السرطان، وعيادات متخصصة فى أمراض القلب والأسنان والرمد ورسم المخ، ورسم العضلات، لتقديم خدمات طبية علاجية متكاملة لمرضى السرطان بالصعيد.