بالصور.. "سوبر مان والرجل الوطواط" ضيوف حرائق شم النسيم بالإسماعيلية

فى مدينة الإسماعيلية لم يكن الصراع بين شخصيات "الرجل الخارق والرجل الوطواط" سوى دمى رمزية جاهزة للحرق فى احتفالات ليلة شم النسيم.

واحتشد الآلاف بحى المحطة الجديدة لمشاهدة حفلات غناء على آلة السمسمية التراثية، والمطرب الشعبى سمسم شهاب، قبل إشعال النيران فى دمى "اللنبى" وتمثلت هذا العام فى مجسمات لسوبر مان وبات مان، تجوبا مع فيلما سينمائيا حقق مكاسب هائلة ولكنه لم يعرض لأكثر من اسبوعين بدور السينما بالإسماعيلية .

واعتاد المصريون على الاحتفال بشم النسيم بأكل الأسماك المملحة والبصل الأخضر، لكن مدن القناة خاصة بورسعيد والإسماعيلية لديهم طقس مختلف منذ ما يزيد عن مائة عام بحرق دمى محشوة بالقش تمثل الطغاة والشخصيات المكروهة شعبيا، فى المنطقة منذ عهد الاحتلال البريطانى فى مطلع القرن العشرين، ودأب أهل القناة على صنع دمية "اللنبى" تحريف لاسم المندوب السامى البريطانى اللورد إدموند أللنبى الذى كان معروفا بقسوته ضد المصريين، ويجوبون بها شوارع المدينة مرددين الأغنية الشعبية "يا أللنبى يا بن حلبموحة.. مين قالك تتجوز توحة". فى أول مرة رفع فيها اهل بورسعيد دمية الأللنبى نكاية فى المندوب السامى البريطانى المعروف بقسوته وطغيانه قبل ثورة 1919،وانتقل الإحتفال إلى مدينة الإسماعيلية التى ترتبط ثقافيا ببورسعيد بسبب تاريخ النشاة على قناة السويس. وعلى مدار مائة عام تقريبا تغيرت وجوه اللنبى لتطول شخصيات سياسية أحرقت مثل رئيسا وزراء إسرائيل " ارييل شارون، وبينيامين نتنياهو " وشخصيات محلية مثل " الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى والفريق احمد شفيق" وأحرقت دميهم بعد الثورة فى الإسماعيلية، ثم رموز جماعة الإخوان المسلمين ثم تنظيم داعش المسلح فى احتفالات العام الماضى، بالإضافة إلى موضوعات رمزية مثل الفساد والدروس الخصوصية، وشخصيات رياضية وحكام كرة القدم .

وفى الشوارع الجانبية لحى المحطة الجديدة احتشد الآلاف من أهالى المدينة حول مسرح علق عليه دميتان لسوبر وبات مان قبل أن ترتفع فيهم ألسنة اللهب لحرقهم مع دمى صغيرة. تأثرت حفلات شم النسيم فى الإسماعيلية بتغير الذوق الفنى، ففى تاريخ الحفلات كانت ألة السمسمية تعزف أغنياتها حول حلقات النار وأمام المقاهى فى حى المحطة الجديدة، ولكن هذا العام كانت الأغنيات الشعبية المعروفة عرضا بالمهرجانات" بديلا عن اغنيات السمسمية التراثية . وتوقفت عادة الحرق فى بورسعيد والإسماعيلية منذ أعوام بعد قرار المحافظين السابقين مصطفى صادق وفؤاد سعد الدين، بسبب توصيل الغاز الطبيعى للمنازل مما يعنى ان إندلاع حريق الأللنبى فى الشوارع قد ينبأ بكارثة حقيقية إذا أمتدت النيران لأحد انابيب الغاز، ولكن الاحتفالات عادت قبل عامين فقط، وانتشرت هذا العام بدون تضييق أمنى مثلما كان يحدث فى السنوات العشر الأخيرة .