قال أحمد الوكيل، رئيس الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية، ورئيس غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط "الإسكامي"، أن كوفيد -19 أثر على جميع الأنشطة الاقتصادية تقريبًا، حيث تسبب فى تعطيل سلاسل التوريد والتمويل.
وأضاف خلال كلمته فى افتتاح الأسبوع الاقتصادى الرابع عشر لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، "أسبوع ميدا 2020"، أن اليوم نحتفل بمرور 25 عامًا على مسيرة برشلونة، مؤكدًا أن اليوم نلتقى بطريقة مختلفة فى عالم مختلف، فى وقت ضرب تسونامى العالم بأسره، وضربنا مرة أخرى، ومنطقتنا المتوسطية ليست استثناء.
وأوضح الوكيل، فى بيان صادر اليوم من العرفة التجارية بالإسكندرية، أن منطقة البحر المتوسط فقدت 11% من ناتجها المحلى الإجمالى، الذى أتى من أكثر من 340 مليون زائر، أى ما يقرب من ثلث إجمالى السياحة العالمية.
واستكمل أن الأنشطة المتعلقة بالبحر خسرت 21% من قيمتها السنوية البالغة 450 مليار دولار أمريكى، وهو ما يمثل حوالى 20% من إجمالى الناتج البحرى العالمى السنوى، فى منطقة لا تشكل سوى 1% من بحور العالم.
وأكد أن التجارة العالمية تباطأت بحوالى 30%، مما أثر على تدفقات التجارة البحرية عبر البحر الأبيض المتوسط، والتى تمثل حوالى 25% من حجم الحركة العالمية، مضيفًا أن انخفاض الطلب المحلى كان بسبب تدابير الاحتواء، وانخفاض الطلب من الشركاء التجاريين الرئيسيين على الصناعة والخدمات.
وأشار إلى أن كل ذلك أدى إلى فقدان الوظائف فى جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وهى مشكلة ستستمر لمدة عام آخر على الأقل بسبب الانخفاض الكبير الحالى فى الاستثمار المحلى، وتباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر.
وتوقع الوكيل، أن ينخفض النمو إلى 0.8% فى عام 2020 قبل أن يعود إلى 4.8% فى عام 2021، مدعومًا بتعافى النشاط الاقتصادى العالمى والطلب المحلى، مشيرًا إلى أن مجتمع الأعمال المتوسطى لا يرى المشاكل، إنما يرى الفرص فقط.
واستكمل أن الشركات متعددة الجنسيات، تأثرت جراء جائحة كوفيد -19، إما من خلال فقدان الأسواق، أو فقدان حصتها فى السوق، مما سيدفعهم للبحث عن أسواق جديدة، أو من خلال تعطيل سلسلة التوريد الخاصة بهم، مما سيجبرهم على نقل مصادرهم بشكل استراتيجى على مستوى العالم.
وأكد أن كلاهما يمثل فرصة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والتى تتمتع بموقع استراتيجى لتصبح مركزًا للمصادر، إلى جانب تقديم الطعام لأكبر سوق خالية من الجمارك، لأكثر من نصف مستهلك، والاتحاد الأوروبى، ولديها الخدمات الوجستية الحديثة للوصول إلى الأسواق العالمية الأخرى، مع العديد منها لدينا مناطق تجارة حرة.
وأفاد بأن "الإسكامي"، الصوت الحقيقى للشركات المتوسطية، تلعب دورًا نشطًا فى هذا الاتجاه، من خلال إجراء عمليات مطابقة إلكترونية ومؤتمرات ومعارض ودورات تدريبية، وكل ما سبق يدعمه عدد كبير من مشاريع المانحين بقيمة عشرات الملايين من اليورو لدعم مثل هذه المبادرات.
وأوضح أنه من خلال مشروع "أبسو ميد"، سنقوم بدعم الغرف الأعضاء لدينا لتحديث وتوليد المزيد من الإيرادات، وتقديم خدمات أفضل فى هذا الوقت الحرج.
وفى ختام كلمته، أكد، أنه معًا سنواصل خدمة الشركات الأعضاء لدينا وربطها لمزيد من التجارة والاستثمار، مؤكدًا أنه فى أوقات الطقس القاسى تبحث السفن عن ملاذ آمن، والأموال والاستثمارات تفعل الشيء نفسه، فالقباطنة الأذكياء يستخدمون هذا الوقت أرض آمنة لإصلاح أشرعتهم، وسفنهم للاستعداد للرحلة التالية، وبالمثل فى أوقات الظروف الاقتصادية، يسعى المستثمرون الجادون أيضًا إلى الحصول على فرص استثمار قوية وآمنة، والبحر الأبيض المتوسط لديه هذه الفرص.