على أحد الأرصفة بجوار مدخل في المدينة يقف شاب علي عربته الصغيرة التي أصبحت مصدر رزقه في الشتاء يقدم البطاطا الساخنة لزبائنه حتي فترات المساء ليعود بعدها برضا وكسب اليوم، فيما يمارس في فصل الصيف مهنة سائق توك توك بمدينة فرشوط شمال محافظة قنا.
يبدأ الشاب الثلاثيني تجهيز كميات البطاطا بعد غسلها جيدًا وتقديمها لزبائنه، وبكلمات الرضا والحمد يؤكد الشاب أنه لا يريد سوى الستر وأن يعم الخير في البلاد، فيعمل من الساعة الثانية مساءً إلي الواحدة صباحًا على مدار الأسبوع في فصل الشتاء لتوفير متطلباته ومتطلبات أسرته ، ولا يجيد العمل سوى في صناعة البطاطا، وقيادة التوك توك في فصل الصيف، واشتهر فى وقوفه بعربته بمداخل مدينة فرشوط منذ ما يزيد عن 12 عاما.
وقال أشرف سيد، بائع بطاطا، إنه يعمل منذ 12 عاما، ويبدأ عمله بفصل الشتاء بائعًا للبطاطا وفي فصل الصيف سائق توك توك للكسب والعيش، كما أن يومه يبدأ من الساعة 2 مساءً وحتي 1 صباحًا، كما أنه يعمل في البطاطا البلدي " البيضاء" ولها مذاق مميز ويقبل الزبائن علي شرائها ، وليس البطاطا الصفراء، و90 % من الزبائن تأكل البطاطا البلدي.
وأوضح سيد، أنه بعد تعلم الصنعة علي يد أحد المقربين منه منذ 12 عاما ، وفي مرحلة مبكرة من عمره بدأ في العمل مستقلًا بأحد مداخل مدينة فرشوط واشتهر بتواجده في ذلك المكان، كما أن له زبائن يشترون منه البطاطا وينصحون الآخرين بالشراء منه بعد تذوق الطعم والحفاظ أيضًا علي نظافة البطاطا وغسلها جيدًا قبل الشوي في الفرن والذي يتميز أيضًا باختلافه عن الصناعة في الفرن البلدي في المنزل.
وأشار أشرف سيد، إلي أن زبائنه من مختلف الأعمار يأتون لشراء البطاطا منه في فصل الشتاء ويعرفون أماكن تواجده، كما أنه يحرص علي إرضاء الجميع والبيع بأسعار تناسبهم، قائلًا "مبحبش ارجع حد .. اللي معاه أي فلوس بياخد بطاطا" ويثني الزبائن علي نوع البطاطا الذي أعمل فيه منذ سنوات ولا أجلب أنواع أخري غيرها وهي البطاطا "البيضاء" البلدي.
وتمني بائع البطاطا، أن يستمر في عمله سواء بفصل الشتاء أو الصيف للكسب والرزق وتوفير مصاريف المنزل، كما أن يعمل الخير والسلام علي مدينته وأن يبعد عنها الفتن ولاسيما بعد انتشار عدد من الخلافات الثأرية في أماكن بالمدينة بعدما كانت تتميز بالطابع التجاري والمعاملات التجارية مع المدن الأخري .
