لم يقف انعدام الإمكانيات عائقاً أمام العشرات من شباب مدينة العريش الذين تفرغوا للعمل كمنقذين على شاطئ المدينة، يوزعون أنفسهم على مدار اليوم، مهمتهم العمل على إنقاذ أراوح المصيفين مرتادى البحر من الأهالى والزوار دون إمكانيات تساعدهم على مهامهم، ومنها أدوات بسيطة ينتظرون أن تصل إليهم إلا أن العقبات الروتينية تسببت فى تأخيرها.
وأجمع المنقذون وهم شباب من طلبة الجامعات والخريجين لـ"انفراد"، على أنهم يؤمنون بدورهم وأهمية تواجدهم فى هذا الوقت على الشاطئ، ويأملون أن يؤمن أيضا المسئولون بوزارة الشباب والرياضة بهذا الدور بتوفير مهام أساسية لكل منقذ تمكنه القيام بواجبه لإنقاذ أى حالة تستدعى تدخل أحدهم.
وقال مصطفى طارق مصطفى، أحد المنقذين، إن عملهم موسمى، عن طريق مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء المنوطة بمهام توفير منقذين على الشاطئ خلال موسم الصيف، ويتم توزيعهم بواقع 2 من المنقذين على كل حوض، والحوض هو المسافة ما بين كل لسان وآخر على امتداد الشاطئ، والعمل على فترتين مسائية وصباحية، ومن يتم اختيارهم للعمل لا يقل أعمارهم عن 20 سنة ويجتازون دورات تدريبية.
وأضاف وائل العيسوى، أن دورهم متابعة الشاطئ والمصطافين، ويبدأ عملهم باستطلاع المكان ومعرفة وضع موج البحر هل يصلح للسباحة أم لا، وفى حالة الخطر يتم تنبيه الأهالى لذلك، وتعريفهم خطورة المجازفة ونزول البحر، خصوصاً للأطفال، للحد من وقوع حالات غرق وتلافيها بشكل مسبق، ومع ذلك تجد كثيرا من الأهالى لا يستجيبون لتعليمات المنقذ الذى لا يملك إلا تقديم النصيحة، وهو ما يتسبب فى وقوع حالات غرق.
وقال محمود حسين، إن عدد من بدأوا العمل فى الإنقاذ على الشاطئ من الشباب يصل لنحو 48 شابا من بين نحو أكثر من 100 منتظر وصولهم، مؤكداً أن شاطئ العريش يحتاج مضاعفة أعداد المنقذين وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم، لافتا إلى أنهم بدأوا عملهم على الشاطئ مع عيد الفطر وبدون إمكانيات، حيث يعتمدون بشكل مباشر على إجادتهم مهام الإنقاذ من خلال سرعة الوصول للغريق وحمله للشاطئ وتقديم الإسعافات اللازمة.
وأكد المنقذون أنهم عندما طالبوا بتوفير أدوات تساعدهم على عملهم وجدوا أن العقبه روتينية، وهى تأخر وصول الشيك الخاص بشراء معداتهم من وزارة الشباب والرياضة، رغم أن موسم الصيف فى بدايته ويفترض أن تكون الأدوات المخصصة للمنقذين جاهزة فور نزولهم للعمل لتساعدهم بشكل مباشر، خصوصا أن شاطئ العريش يعتبر شاطئا خاصا بالأسر نظرا لخصوصيته وبساطته، والسواد الأعظم من بينهم يدخلون البحر للعوم دون إجادة السباحة، وهو ما يتسبب فى وقوع حالات غرق، خصوصا بين الشباب الصغار.
وأجمع المنقذون على شاطئ العريش على أن أبرز مطالبهم العاجلة هى توفير أدوات رئيسية لتأدية واجبهم وهى "الزعانف" المخصصة لنزولهم السريع للبحر، و"الموزة" المستخدمة فى إنقاذ الغرقى، و"الصفارات"، و"شنطة الإسعافات"، و"ملابس إنقاذ"، و"أنبوبة أكسجين" لتوفير التوفر الصناعى للغرقى.