مازالت حالة الحزن والقلق تسيطر على أهالى الصيادين المفقودين على متن مركب الصيد زينة البحرين التى تعرضت للغرق على سواحل دولة السودان نهاية الأسبوع الماضى، وكان على متنها 14 صيادا من مدينة عزبة البرج بدمياط وكفر الشيخ والمطرية بمحافظة الدقهلية.
وفى عزبة البرج بدمياط التى ترددت أقوال عن غياب 8 من أبنائها على متن هذه المركب المنكوبة، أصبحت حالة الترقب والانتظار اللغة الوحيدة فى أعين أهالى هؤلاء المفقودين انتظارا لعودتهم أو سماع أخبار تطمئن قلوب أمهاتهم وزوجاتهم.
يقول "أحمد" خال الصياد "على عياد" وأحد أقرباء الصياد "حسن العفيفى": نحن نناشد المسئولين بمواصلة البحث عن أبنائنا ونطالب الرئيس أن يكلف الشئون الاجتماعية بصرف إعانة استثنائية لأسر المفقودين لحين تحديد موقفهم، نظرا لأن أغلبهم يعول أسر وهو المصدر الوحيد للرزق ومعظم هؤلاء الصيادين يعتمدون على الرزق يوم بيوم، مشيرا إلى أن ابن شقيقته يعول 3 أولاد وزوجته وأمه وشقيقته وأن عديله يعول 4 بنات.
من ناحية أخرى يقول عمرو أبو حجازى شقيق الصياد صلاح أبو حجازى: سبق أن توفى أخ لى يدعى ياسر منذ عام 2008 على مركب وردشان وفقدنا الأمل فى عودته واستخرجنا شهادة وفاة له منذ عام ونتمنى ألا تتكرر المأساة مرة أخرى.
وأضاف أنه أجرى اتصالا مع محمد جادو أحد الناجين، وأكد له أن المركب تعرض لعطل مفاجئ وقام البحارة بإلقاء الهلب فى البحر، لكن شدة الرياح والأمواج العالية لم تمكنهم من الثبات وارتطم المركب فى الشعب المرجانية، وإن كل صياد كان يرتدى جاكت النجاة، لكن لم يدرى بشىء غير أن مركبا سودانيا قام بإنقاذه هو وزميله.
وتمنت والدته التى لم تكف عن البكاء أن يكثف رجال الإنقاذ المصريين عملية البحث والتمشيط أملا فى العثور عليهم وقالت عايزة ابنى حى أو ميت بس اطمئن واعرف مصيره حتى لا اعتبره من المفقودين أسوة بشقيقة، وأضافت "صلاح هو مصدر رزقنا وهو اللى بيصرف علينا ومن غيره نعمل أيه".
ويضيف محمد عظمة شيخ الصيادين فى عزبة البرج أنه كان مقررا خروج 17 صيادا على متن مركب زينة البحرين من السويس للعمل فى سواحل البحر الأحمر، لكن تخلف عدد 3 من أبناء عزبة البرج وأصبح عدد طاقم البحارة على المركب 14 صيادا، وأضاف عظمة أن هذه المنطقة بها 3 جزر، وأن الصيادين الناجيين جرفتهما الأمواج بالقرب من إحدى هذه الجزر ونأمل أن يكون الباقين على الجزر الأخرى.
ويقول مصطفى الفار شقيق الصياد المفقود "محمد" عرفنا أن المركب غرق منذ الأسبوع الماضى، وأن طاقم المركب طلب الاستغاثة من الجانب السودانى، لكن لم يستجب لهم أحد، وطالب بتكثيف عملية البحث عن طريق الطيران لمسح هذه المنطقة أملا فى العثور على أحد منهم لأننا لن نفقد الأمل فى عودتهم حتى الآن.