بالصور ..شاهد موسم صيد "السمان" و "العصافير" على سواحل سيناء

مع بزوغ فجر كل يوم على ساحل البحر المتوسط وبحيرة البردويل بشمال سيناء، يكون الصيادون على موعد مع لقاء أسراب طيور " السمان " و " العصافير" المهاجرة من وراء البحر بعد اجتيازها البحر وهبوطها على اليابسة لتريح اجنحتها المنهكة من عناء السفر. اللقاء المنتظر يكون إجباريا بعد وقوعها فريسة فى شباك الصيادين، الذين ينتظرون موسم قدومها كل عام بعضهم متلهف لوجبة لحومها الدسمة بتكوينات الطبيعة البكر، وآخرون يعتبرونها رزقا لهم يجمعونها للبيع فى الأسواق. تساقط الطيور المهاجرة فى شباك الصيادين فى تلك المناطق مشهد يتكرر طوال أيام الموسم خلال الفترة من آواخر أغسطس حتى نهاية أكتوبر من كل عام بطرق تتكرر كل عام من قديم الزمن ولم تتغير، أهمها طريق الصيد بالـ"مناصب" وهى مصدات من الشباك الممتدة لعدة امتار وقائمة بارتفاعات وهى بحسب وصف " صالح سالمان" أحد الصيادين، تعتبر طريقة الصيد المعروفة حيث تصطدم بها الطيور المهاجرة وهى فى طريق هبوطها والشباك مصنوعة من خيوط لاترى للطير الذى يهوى فى الشبك وعلى الفور يلتقطة الصياد الكامن فى مكان قريب، ويقوم بنتف ريشه ليمنعه من الطيران مجددا، وذلك خلال توقيتات ماقبل وبعد بزوغ الشمس بلحظات، ثم يجمع ماجمعه من الشباك فى أقفاص خشبية مخصصة لنقلها . وبخلاف المصايد التى تعتبر مشروع يكلف الكثير من المبالغ للخامات وإيجار الأرض، يستبدل الهواة والبسطاء من الصيادين هذه الطريق بالصيد بالـ"العبوب"، وهو كما يقول "عبدالرحمن على" احد الشباب الصيادين، انه قطعة من الشباك يتم نصبها فى وقت سابق على الأشجار او اصطناع تكوين من العشائش ونصب الشبكة عليها مع ترك فتحة مرور من أحدى الاتجاهات، ويقوم الصياد بالسير حولها وإذا مالاح له طائر هبط فى المكان ونجا من صيادى " المناصب" يحاول أن يستدرجه نحو شبكته من خلال الاختباء وراء شجرة أخرى والصفير له حتى يسير نحو نهايته فى "العب" ويمسك به، وهى ذات الطريق التى يتم بها اصطياد العصافير،التى يتم نصب شباك لها على الأشجار الكبيرة والتقاط ما يسقط فى عيونها. يضيف سالم محمود أحد الشباب أن لهم طريقة أخرى فى الصيد البسيط وهو الشباك المحملة فى أطرافها بأثقال، ويحملها الصياد على كتفة ويسير فى مناطق هبوط الطيور خلال توقيتات مابين طلوع الشمس حتى الضحى، وإذا مالاح له طير تعقبه حبوا ويتحين الفرصة لاختبائه فى إحدى الشجيرات ويلقى عليها بشبكته، وتكمن مهارة الصياد أنه يجهل الطائر يسير على قدميه وهو يتعقبه دون أن يطير. الصيد التقليدى بالشباك وجهود الصيادين لالتقاط الطيور أفسدته أجهزة الصيد الحديثة كما يقول "على غنمى" أحد كبار الصيادين، لافتا إلى أنه يتم حاليا شراء أجهزة صوتية وتوصيلها بمصادر طاقة لتصدر أصوات متنوعة أشبه بأصوات الطيور، وتوهم الطائر القادم من هجرته أن اقران له فى هذا المكان ويتوجه الطار بتلقائية نحو مصدر الأصوات ليهوى فى الشباك بطريقة مفزعة. أضاف أنه يتحسر على أيام كان الصيد فيها بشق الأنفس وقال إنه قبل 20 عاما استمر يتعقب طائر سمان لمسافة 4 كيلو مترات وهو بشبكته يطاردة من شجرة لأخرى حتى تمكن منه. وينقل الصيادين "صيدهم" لبيعة فى الأسواق وآخرين يتوقفون لعرضه على قارعة الطرق السريعة ويتراوح سعر طاشر السمان الواحد من 15 إلى 20 جنيها، بينما يبيعون العصافير فرادى بسعر من 2 إلى 5 جنيها للعصفور بحسب وزنه، وسجلت أصناف أخرى من الطيور المهاجرة أسعار خيالية بينها طائر الحمام البرى المهاجر والذى وصل سعره لنحو 75 جنيها للطائر الواحد. وكانت محافظة شمال سيناء اصدرت لوائح جرمت من يخالفها لتنظيم عمليات الصيد تضمنت حظر صيد العصافير وبعض من أنواع الطيور وسمحت بصيد السمان وبط الشرشير، كما جرمت استخدام الأجهزة لجذب الطيور، وحددت المسافات المصرح بها لنصب شباك " المناصب" على ساحل البحر والمناطق المصرح بها. وقال مصدر بإدارة البيئة فى محافظة شمال سيناء، انه يتم بالتعاون مع الجهات الأمنية تنظيم حملات تفتيش على المناصب، ورفع الشباك المخالفة، ومصادرتها وتحرير محاضر للمخالفين، وأشار المصدر إلى أنه يسبق إقامة المناصب الخاصة بالصيادين الحصول على تصريح بذلك . وبدوره قال فتحى أبوحمدة مدير مديرية التموين بشمال سيناء، إن بيع السمان لايخضع للرقابة حيث يعتمد على سوق العرض والطلب ويحضر الباعة صباحا لبيعة فى الأسواق ثم ينصرفوا ولاتوجد تسعيرة مقننة له. وبدورها أكدت مصادر بمديرية الصحة والطب البيطرى بشمال سيناء أن آلية فحص الطيور المهاجرة والتأكد من خلوها من أمراض منقولة لاتزال منقوصة واعترفت المصادر أنها لاتتم حتى الآن .