أكد عالم صينى، فى ندوة بالأزهر الشريف، ضرورة العودة إلى محاسن الإسلام التى تشجع على البحث والتفكر والتدبر وتحقيق التقدم العلمى، داعيا الجامعات الإسلامية إلى تقديم المساعدة واحتضان أبناء المسلمين من الصين، من أجل تربيتهم وغرس المبادئ الصحيحة للإسلام، كما بينها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك فى ندوة عقدت اليوم الاثنين، على هامش المؤتمر العلمى الدولى بجامعة الأزهر فرع أسيوط، تحت عنوان "الفهم الصحيح للتراث الإسلامى وأثره فى علاج الانحراف الفكرى"، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقال د.يونس عبد الله ماتشنج المحاضر الصينى بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، إذا كان هناك قول مأثور "أطلبوا العلم ولو فى الصين"، فان الحكمة تقضى أن نطلب الإسلام الحق من الأزهر الشريف، منبها إلى ضرورة العودة إلى أصالة الإسلام والتعاون على البر والتقوى، وكذلك التنافس فى العلوم التطبيقية من أجل تحقيق التقدم العلمى، والمشاركة فى صناعة الحضارة الإنسانية.
ونوه ماتشنج بما قام به علماء الأزهر الشريف من ترجمة معانى القرآن وكتب التراث من العربية إلى اللغة الصينية، واحتضان الأزهر الشريف للعديد من الطلاب المسلمين الصينيين الذين يدرسون به.
وشدد الباحث على حاجة الأمة، فى ظل التحديات الراهنة التى تواجهها، على التأكيد على الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف والتعايش السلمى بين الأمم، مشيرا إلى أن صلاح المسلمين يقوم على إصلاح النفس وعودتها إلى طاعة الله سرا وعلانية، وعدم الانغماس وراء مطامع وأهواء ونزوات دون الالتفات إلى حلال أو حرام.
واستعرض العالم الصينى التحديات التى واجهها المسلمون فى الصين بسبب الحكم الشيوعى- الذى يسيطر على البلاد منذ أكثر من 60 عاما- الذى يرفض الدين ويعتبره "أفيون الشعوب"، مشيرا إلى أن مسلمى الصين حريصون على التمسك بدينهم وتعاليمه، وأداء المناسك رغم الظروف الصعبة التى يعيشون فيها.
يذكر أن الإسلام دخل الصين منذ أكثر من ألف سنة، من خلال التجار والدعاة، الذين بذلوا جهودا مخلصة من أجل نشر الإسلام فى شرق وجنوب شرق آسيا. ويعيش فى الصين أكثر من 50 مليون مسلم أغلبيتهم فى إقليم تركستان الشرقية أو ما يسمى مقاطعة تشينج يانج الويجورية، ذات الحكم الذاتى.
ويهدف مؤتمر "الفهم الصحيح للتراث الإسلامى وأثره فى علاج الانحراف الفكرى"، الذى يستمر لثلاثة أيام، لبيان المنهج السديد فى التعامل مع التراث الإسلامى، فى ضوء فكر أئمة المسلمين عبر العصور، واعتماد الحوار العلمى المرتكز على الأدلة والبراهين فى مناقشة الأفكار المنحرفة، مع وضع ضوابط تشريعية لحفظ التراث الفكرى والمادى.
كما يهدف المؤتمر لترسيخ مبدأ الحوار الموضوعى الهادف فى علاج قضايا الأمة ومشكلاتها، وتوسيع دوائر الحوار الفكرى الناضج ليشمل- إلى جانب المتخصصين- المفكرين والأدباء والقانونيين والمعنيين بالمجتمع والفن والآثار، والإفادة من جهود المجددين فى التراث الإسلامى عبر القرون.
ويناقش المؤتمر، الذى يحضره لفيف من كبار العلماء من مصر وعدد من الدول العربية والإسلامية، عدة محاور رئيسية من أهمها: التراث الإسلامى وأهميته ومؤهلات قراءته، ومناهج الفهم الصحيح له، والضوابط العلمية لفهمه.
كما يستعرض العلماء الدور الهام الذى يقوم به الأزهر الشريف فى حفظ التراث الإسلامى وتجديده، واستلهام التراث فى الإبداع الفنى والمعمارى، وكذلك دور المؤسسات الإعلامية والثقافية فى حفظه وتجديده، ودور التراث فى التقدم الحضارى للأمة.
ويتناول المؤتمر التشريعات القانونية ودورها فى حفظ التراث الإسلامى، ودفع محاولات أعداء الإسلام والمغرضين من أجل تشويهه.