حذر إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد الفرنسى، من انتقال مخيمات اللاجئين فى كاليه إلى بريطانيا، إذا اختارت بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبى، مشيراً إلى أن الخروج قد يهدد العلاقات الفرنسية البريطانية.
وفى تصريحات لصحيفة "ذى فاينانشال تايمز"، قال "ماكرون"، إن الاتفاقية بين فرنسا وبريطانيا، التى تسمح للسلطات البريطانية بأعمال تفتيش على الحدود فى الجانب الفرنسى من القنال، وبالتالى إبقاء المهاجرين غير الشرعيين خارج حدودها، يمكن إلغاؤها إذا قررت بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.
وأضاف "ماكرون"، "اليوم الذى يتم فيه قطع هذه العلاقة، فإن المهاجرين لن يعودوا فى كاليه"، مشيراً إلى أن العديد من العمال فى قطاع الخدمات المالية سيتركون لندن ويتوجهون إلى فرنسا بمجرد فقدان مؤسساتهم حقوقها فى العمل بمختلف دول الاتحاد الأوروبى.
يأتى ذلك قبل انطلاق القمة البريطانية - الفرنسية اليوم، والتى يناقش خلالها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى إنفاق 1.5 مليار إسترلينى على تطوير الجيل الجديد من الطائرات بدون طيار.
ويستغل رئيس الوزراء قمة أميان بشمال فرنسا للحديث أيضا عن قضية عضوية بلاده فى الاتحاد الأوروبى، والتأكيد على أن بريطانيا أكثر أمناً فى إطار اتحاد أوروبى بعد إصلاحه.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المملكة المتحدة وفرنسا حليفان يشعران بالفخر، وأن اجتماعهم فى أميان فرصة لمناقشة كيفية العمل معاً لإبقاء شعوبهم آمنة.
وأضاف رئيس الوزراء، فى كلمته التى تم توزيعها على وسائل الإعلام، "أنا مقتنع بأن عضوية المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى تمنحنا أمناً أكثر وقدرات أكبر".
وأكد رئيس الوزراء البريطانى أنه فى عالم يسوده الشك وعدم اليقين، نحقق المزيد من عضويتنا فى هذه المنظمات الدولية.
وتناقش قمة أميان عدة قضايا مختلفة، من بينها أزمة المهاجرين، خاصة فى كاليه، وفض الشرطة لمخيمات اللاجئين هناك، والخطر الذى يشكله ذلك على بريطانيا، إضافة الى التطورات فى سوريا وليبيا.
ومن المنتظر أن يعلن رئيس الوزراء المزيد من التعاون بين الأجهزة الأمنية والشرطية فى البلدين وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وتعتبر القمة الفرنسية البريطانية الأولى منذ شهر نوفمبر الماضى ومنذ هجمات باريس الإرهابية، ويؤكد الجانبان على التزامهما بحرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب.
ومن المقرر أن يلتقى وزراء الخارجية، فيليب هاموند، والداخلية تيريزا ماى، والدفاع مايكل فالون، مع نظرائهم الفرنسيين خلال القمة.
ويعتبر التركيز الأساسى للقمة هو الإعلان عن مشروع لبناء نموذج للجيل الثانى من الطائرات بدون طيار، تبلغ مساهمة بريطانيا فيه 750 مليون إسترلينى.